العدد 1660 /23-4-2025
خرج آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في 3 مسيرات حاشدة، رفضا
لرسو سفن مملوكة لشركة "ميرسك" الدنماركية في الموانئ المغربية، بسبب
اتهامها من منظمات حقوقية دولية وأحزاب سياسية في أوروبا، بالتورط في نقل شحنات
عسكرية أميركية موجهة إلى إسرائيل.
وفي مدينة طنجة شمالي البلاد، نظمت "مجموعة العمل
الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) مسيرة شعبية أمام ميناء طنجة المتوسط،
احتجاجا على رسو معلن في ميناء المدينة لسفينة يشتبه بأنها "تنقل قطع غيار
طائرات حربية" إلى إسرائيل. وردد المشاركون في المسيرة شعارات رافضة لرسو
السفينة المملوكة لـ"ميرسك" وللتطبيع وأخرى منددة بجرائم الاحتلال
الإسرائيلي بدعم أميركي من بينها: "إدانة شعبية للسفينة الإرهابية"،
و"هذا عيب هذا عار السفينة وسط الدار"، و"الشعب يريد توقيف السفينة"،
و"لا شحنة إبادية.. لا أسلحة إرهابية.. لا أسلحة صهيونية.. في الأراضي
المغربية"، و"إدانة واستنكار التطبيع في قلب الدار".
كما رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية والمغربية ولافتات كتب
عليها: "أوقفوا شحنة الأسلحة إلى كيان الإرهاب الصهيوني.. أوقفوا حرب الإبادة
الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.. التطبيع شراكة في الجريمة"، و"أبناء
أنجرة يستنكرون استخدام موانئ تابعة لقبيلتهم لصالح الكيان".
وبينما أحرق المحتجون العلم الإسرائيلي في نهاية المسيرة،
قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" (من مكونات مجموعة العمل
الوطنية من أجل فلسطين) أحمد ويحمان، إنه "في خضم المجازر المستمرة التي
يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في غزة، وفي ظل التواطؤ الدولي المفضوح مع آلة
الإبادة الجماعية، فوجئنا في المغرب بقيام السلطات بالسماح برسو سفينة أجنبية
محملة بالعتاد الحربي لفائدة جيش الحرب الصهيوني، في ميناء طنجة، يوم الأحد، وهو
ما يعد تطبيعا سافرا ومشاركة مباشرة – ولو لوجستيا – في دعم آلة القتل الصهيونية".
وأضاف ويحمان، في تصريح لـ"العربي الجديد":
"في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ندين بأشد العبارات هذا السلوك الخطير
الذي يعد تواطؤا وانقلابا على المواقف الشعبية العارمة في المغرب الرافضة للتطبيع
ولكل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني". وقال: "مشاركتنا الفاعلة في
المسيرتين الجماهيريتين اللتين نظمتهما فعاليات مدنية وشعبية بمدينة طنجة اليوم في
إطار الائتلافين (مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والجبهة المغربية لدعم
فلسطين وضد التطبيع) هي تعبير عن رفض المغاربة لاستخدام الموانئ المغربية منصات
دعم للعدوان الصهيوني، وللتأكيد على أن التطبيع مرفوض، وأنه لا يمثل الإرادة الحرة
للشعب المغربي". ودعا "كل القوى الحية في البلاد إلى تصعيد الضغط الشعبي
والحقوقي والسياسي من أجل وضع حد لمسلسل الاختراق الصهيوني المتسارع، ومنع تحويل
المغرب إلى قاعدة خلفية لخدمة الأجندة الإجرامية للاحتلال".
وإلى جانب المسيرة الحاشدة التي
نظمتها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، تكرر مشهد الرفض للسماح
لسفن "ميرسك" بالرسو في ميناءي الدار البيضاء وطنجة المتوسط، في مسيرة
شعبية حاشدة ثانية مساء الأحد بطنجة، دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين
ومناهضة التطبيع" (تضم 15 تنظيما حقوقيا وسياسيا ونقابيا(.
ويأتي ذلك، في وقت طالبت فيه "الجبهة المغربية لدعم
فلسطين ومناهضة التطبيع" السلطات المغربية بفتح تحقيق فوري بشأن محتوى حاوية
يرتقب أن تصل إلى ميناء طنجة المتوسط فجر يوم غد الاثنين، على متن سفينة "Maersk Detroit". وأوضحت الجبهة، في رسالة موجهة إلى كل
من وزير النقل واللوجستيك، ومدير السلطة المينائية طنجة المتوسط، أن الأمر يتعلق
بحاوية ضخمة يبلغ طولها 5.9 أمتار، وسعتها 33.2 متراً مكعباً، وتحمل الرمز CAAU2253429.
وكشفت أن هذه الحاوية تحتوي على شحنة كبيرة من أجهزة تحليل
الأسطح (Surface
Analyst)، وهي أجهزة
أساسية تُستخدم في صيانة طائراتF-35، معتبرة أنها
ضرورية للحفاظ على جاهزيتها القتالية والتدميرية. وأضافت أن الشحنة المرتقب وصولها
إلى ميناء طنجة المتوسط "ليست مجرد معدات تقنية"، بل تعد "شريانا
رئيسيا يبقي الطائرات القاتلة في الجو، ويطيل أمد المجازر المرتكبة بحق الشعب
الفلسطيني المحاصر في غزة".
وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً
باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف
أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. في حين، دانت المملكة
المغربية "بأشد العبارات استئناف الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين
الفلسطينيين في غزة"، معتبرة أن سياسة التجويع ووقف المساعدات تخلق المآسي في
قطاع غزة "وهو أمر غير مقبول يتحدى المنطق الإنساني والأممي".