العدد 1425 / 19-8-2020
يحمل
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ملفات مهمة وحساسة، في زيارته الرسمية إلى
واشنطن التي وصل إليها في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء، على رأس وفد وزاري رفيع،
في مهمة تستغرق يومين ويلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن المقرر أن
تبدأ يوم الأربعاء لقاءات الوزراء والمسؤولين العراقيين المرافقين للكاظمي مع
نظرائهم الأميركيين في مبنى الخارجية الأميركية، حيث ستنطلق جولة الحوار
الاستراتيجي الثانية، والتي ستتناول ملفات سياسية وأمنية واقتصادية مختلفة، وسط
توجس من حلفاء طهران السياسيين والأذرع المسلحة الموالية لها في العراق من هذا
الزيارة. وبحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة، فإن الكاظمي سيلتقي ترامب يوم
الخميس، وستجرى خلال اللقاء مباحثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد
وواشنطن، إلى جانب مناقشة التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية، وبحث القضايا ذات
الاهتمام المشترك. وأضاف البيان أن "الكاظمي سيعقد خلال زيارته محادثات مع
كبار المسؤولين الأميركيين، تتضمّن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز
التعاون المشترك في مجالات عديدة، في مقدمتها الأمن والاقتصاد والصحة، وغيرها من
القطاعات".
وقال
مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي، إن الكاظمي يدرك أن الأميركيين لن يعطوه
شيئاً بلا مقابل على خلاف ما جرت عليه العادة في إدارة الرئيسين باراك أوباما
وجورج بوش الابن، في إشارة إلى الملفات التي يحملها الكاظمي بزيارته إلى واشنطن.
وأوضح
المسؤول، الذي يرافق رئيس الحكومة في زيارته، أن الكاظمي "لديه تصور كامل عما
يريده الأميركيون من العراق وهو ملف إيران والفصائل المسلحة الناشطة في البلاد،
لذا فالمعادلة صعبة للغاية بالنسبة لرئيس الحكومة"، مضيفاً أن
"المباحثات ستتناول عدة ملفات، أبرزها الوجود العسكري الأميركي في العراق،
وهيمنة المليشيات وضرورة إخلائها المدن التي تحتلها منذ سنوات، وملف تعزيز
الاستقرار في المدن المحررة، وحماية الأقليات الدينية، وإجراء انتخابات مبكرة في
العراق، فضلاً عن الربط الكهربائي للعراق مع الخليج بما يساعد في فك ارتباط العراق
بإيران في ملفي الكهرباء والغاز"، لافتاً إلى أن هناك اجتماعات ستعقد بشكل
خاص بين الكاظمي ومسؤولين أميركيين قبيل لقائه ترامب لبحث وترتيب أوراق اللقاء.
ورجح
أن تنتهي الزيارة بنتائج مهمة لكن من دون حسم ملف الوجود الأميركي في العراق، بسبب
حساسية ذلك وعلاقته بالصراع الأميركي الإيراني في المنطقة، فضلاً عن وجود رأي
مختلف لقوى سياسية عراقية ترفض الانسحاب الأميركي من البلاد تخوفاً من تمدد إيراني
أكبر.
في
غضون ذلك، أبلغ الكاظمي الأميركيين بأن
بعض الملفات المهمة تحتاج لحكومة دائمة وفترة زمنية مناسبة لإنجازها، لا سيما
الملف المتعلق بالإيرانيين ونفوذهم في العراق، في محاولة منه للإفلات من أي أزمات
قد تثار في وجهه عند عودته إلى بغداد من قبل حلفاء طهران. وبحسب مسؤول مقرب من
الكاظمي، فإن الأخير أبلغ السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، خلال اجتماع
بينهما في بغداد قبل الزيارة، أنه رئيس حكومة مؤقتة بعمر لا يتجاوز الـ14 شهراً
على أبعد تقدير، وبمهام محدودة أبرزها إنجاز الانتخابات وتجاوز الأزمتين الصحية
والمالية اللتين تعصفان بالبلاد، في خطوة تستبق أي ضغوط أو إملاءات أميركية قد
تسبّب أزمة له مع المعسكر الحليف لإيران.
أبرز
ملفات زيارة الكاظمي إلى واشنطن وضغوط حول إخراج القوات الأميركية
من
جهته، قال المتحدث باسم تحالف "عراقيون"، بزعامة عمار الحكيم، النائب
حسين عرب، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "أبرز ما سيناقشه
الكاظمي خلال زيارته إلى واشنطن هي ملفات أمنية واقتصادية وملف النفط والغاز،
وتسليح القوات الأمنية العراقية وتدريبها"، معتبراً أن زيارة الكاظمي مهمة
جداً لترتيب أوضاع العراق، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع المالي الخانق، كما أن
الكاظمي وطاقمه الحكومي المختص سيركز خلال الزيارة على استخراج الغاز من قبل شركات
أميركية، وهناك شبه اتفاق وتوافق نهائي على حسم هذا الملف خلال الزيارة، وهذا أمر
مهم جداً لتنويع موارد الدولة. وأضاف أن "ملف التواجد الأميركي في العراق،
سيكون من ضمن محاور نقاش الكاظمي مع الإدارة الأميركية، فمن مصلحة العراق وأميركا
أن تكون هناك صورة حقيقية لمعرفة عدد تلك القوات والقواعد التي تتواجد فيها".
في
المقابل، قال رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، إحسان الشمري، إن "توقيت
زيارة الكاظمي إلى واشنطن قد لا يدفع إلى انعكاسات كبيرة في نتائجها على الداخل
العراقي، مع قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية"، موضحاً أن "الهدف
الأميركي من استقبال الكاظمي هو إبعاد العراق كثيراً عن إيران، ولهذا ستضغط واشنطن
عبر الكثير من الملفات، منها إعادة توصيف ومهام القوات الأميركية في العراق، بمعنى
أن لا انسحاب لها".