العدد 1660 /23-4-2025

واصل الجيش السوداني معاركه مع قوات الدعم السريع مع تركز الاشتباكات في مدينة أم درمان الضلع الآخر للعاصمة الخرطوم المكونة من مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، حيث تصر مجموعات من الدعم السريع على البقاء في غرب وجنوب أم درمان فيما يقود الجيش هجمات مكثفة لإخراجها من المنطقة والسيطرة على كامل العاصمة، فيما تتواصل المعارك بين الجانبين في ولاية شمال دارفور وعاصمتها مدينة الفاشر والبلدات المجاورة لها، التي تتعرض بصورة مستمرة لهجمات برية ومدفعية بجانب هجمات بالطائرات المسيرة من قبل الدعم السريع، وسط موجات نزوح متواصلة للسكان إلى مناطق أخرى بحثاً عن الأمان.

ودارت معارك اليوم الأحد بين الجيش والدعم السريع في غرب مدينة أم درمان ومنقطة أم بدة، وذلك بعد هجوم للدعم السريع على عدد من المواقع، محاولة توسيع مواقع سيطرتها التي ضيقتها تحركات الجيش، إذ وسع الجيش السوداني خلال الأيام الماضية من مناطق سيطرته في المدينة، وتمكن من طرد قوات الدعم السريع من مناطق الصفوة، والحلة الجديدة، وقرية الصفيراء، بعد أن كان قد سيطر نهاية مارس الماضي على سوق ليبيا في ذات المنطقة، وهو أحد أكبر الأسواق في العاصمة الخرطوم، وكان معقلاً رئيسياً لها في أم درمان.

وشرح المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، اللواء معتصم عبد القادر، لـ"العربي الجديد" أهمية المعارك في أم درمان، قائلاً إن معارك مناطق غرب أم درمان بالنسبة للدعم السريع هي خط الدفاع الأخير عن دارفور، لأن انتزاع الجيش السيطرة على طريق الصادرات (طريق حيوي للبضائع) الذي يصل أم درمان بمدينة بارا في شمال كردفان، يعني استمرار تدفق الإمداد الكثيف للقوات المسلحة السودانية من أم درمان ومن ولاية البحر الأحمر والشمال إلى إقليمي كردفان ودارفور، ما يعني نهاية التمرد في الإقليمين، مبيناً أنه لذلك تستميت الدعم السريع في أم درمان، وتحاول الاحتفاظ بسيطرتها على الطريق. وأضاف: "لكن اليوم تعرضوا لخسائر كبيرة، وتدمير مدافع وأسلحة هاون، ومقتل الكثير من قواتهم وآلياتهم، وقد استماتت القوات المسلحة في هذه الجبهة، والأيام القليلة القادمة سوف تشهد انطلاق القوات إلى كردفان ودارفور".

وذكر أن قوات الدعم السريع في غرب أم درمان هي في حكم المحاصرة، لأنه في جهة الشرق هناك مناطق ولاية الخرطوم التي يسيطر عليها الجيش بصورة كاملة، ومن جهة الغرب هناك متحركات الصياد (قوة ضخمة تتحرك برياً) وصلت إلى مناطق في غرب كردفان، وتحاصر مدينة بارا في شمال كردفان، لذلك قوات الدعم السريع في مناطق جبرة الشيخ وحمرة الشيخ محكوم عليها بالتعرض لضربات موجعة من القوات المتقدمة من محور الشمال والجهة الغربية مقابل ولايات الخرطوم والنيل الأبيض، مما يعني أن التمرد في نهاياته.

وأشار إلى أنه من ناحية عسكرية لم يعد لدى الدعم السريع إمداد إلا من بعض الجهات، حتى حركة المسيّرات التي كانت تستهدف المرافق الحيوية، مثل محطات الكهرباء والمناطق المدنية توقفت في الأيام السابقة، نتيجة عمليات استهداف للقوات المسلحة والطيران المسير، بجانب الضغط الدولي وتوقف الدول الداعمة.

محاكمة غيابية لـ16 متهماً من قادة قوات الدعم السريع

في غضون ذلك، شهدت مدينة بورتسودان شرقي السودان اليوم الأحد بدء محكمة شكلتها الحكومة السودانية جلساتها لمحاكمة 16 متهماً غيابياً من قادة قوات الدعم السريع في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس أبكر، وعلى رأس المتهمين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) واثنان من أشقائه، هما عبد الرحيم حمدان، والقوني حمدان.

وكانت اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات الدعم السريع التابعة للحكومة السودانية قيدت في يوليو 2024، نحو 12400 دعوى ضد قادة ومقاتلين من الدعم السريع، تضمنت اغتيال والي غرب دارفور والهجوم على ولاية الجزيرة. وقد قُتل والي غرب دارفور، خميس أبكر وشقيقه في 14 يونيو 2023، بعد وقت وجيز من اعتقاله بواسطة الدعم السريع التي نشرت مقطع فيديو يظهر الحادثة.