العدد 1663 /14-5-2025
محمد البديوي
حصيلة
اقتصادية متوقعة حصدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أول أيام زيارته الخليج
بدءاً من السعودية التي أعلن البيت الأبيض أنها ستستثمر 600 مليار دولار في
الولايات المتحدة، وأن البلدَين وقّعا اتفاق مبيعات دفاعية بقيمة تصل إلى 142
مليار دولار، وبحثتا احتمال شراء الرياض طائرات إف-35 المقاتلة.
ويأتي
هذا الإعلان تزامناً مع زيارة الرئيس دونالد ترامب الخليج بدءاً من السعودية،
بعدما تردد منذ أشهر الحديث عن الزيارة التي تشمل أيضاً قطر والإمارات، إذ تعهد
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يناير/كانون الثاني الماضي، بضخ 600 مليار
دولار في التجارة والاستثمارات الأميركية.
وقال
ترامب، حينها، رداً على العرض "سأطلب من ولي العهد، وهو رجلٌ رائع، أن يزيد
المبلغ إلى حوالى تريليون دولار. أعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأننا كنّا رائعين معهم".
واليوم،
تحت ثريات فخمة، رحّب ترامب بوعد محمد بن سلمان باستثمار 600 مليار دولار، ومازح
بأن هذا المبلغ يجب أن يصل إلى تريليون دولار. وقال ترامب للأمير: "لدينا
اليوم أكبر قادة الأعمال في العالم، وسيغادرون حاملين شيكاتٍ كثيرة"، وأضاف
"في ما يتعلق بالولايات المتحدة، نتحدث عن مليونَي وظيفة على الأرجح".
وأمام
عدسات المصورين، تقدم موكبٌ طويل من أفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال
السعوديين لمصافحة ترامب وولي العهد، بمن فيهم إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم
والمستشار المقرب لترامب، الذي ظهر ببدلة رسمية كاملة في أمر نادر الحدوث.
اتفاقية
الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين ترامب وبن سلمان
وبعد
وقت قصير، وقع الزعيمان اتفاقية "شراكة اقتصادية استراتيجية" لم يُقدَّم
مزيد من التفاصيل حولها على الفور، فيما وقّع وزراء ومسؤولون سعوديون وأميركيون
مذكرات تفاهم أخرى في مجالات الدفاع والطاقة.
ووقع
ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والرئيس
الأميركي دونالد ترامب اليوم في العاصمة الرياض، وثيقة الشراكة الاقتصادية
الاستراتيجية، التي تشمل مذكرات تفاهم أمنية واقتصادية وتكنولوجية، وتهدف إلى
تعزيز التعاون بين البلدَين في مختلف المجالات الحيوية.
وشهدت
الزيارة الرسمية التي يقوم بها ترامب إلى الرياض، توقيع مذكرة تفاهم في مجال
الطاقة لتعزيز أمن الإمدادات وتطوير التقنيات المستدامة، إضافة إلى اتفاقية
تنفيذية للتعاون في مجال الفضاء، تشمل برامج مشتركة في البحث والتطوير واستكشاف
الفضاء.
كما
جرى توقيع تعديل على اتفاقية النقل الجوي بين البلدَين، بهدف تحديث أطر التعاون
وزيادة كفاءة الربط الجوي، ووقعت المملكة وأميركا مذكرات تفاهم عدّة؛ أمنية
واقتصادية وتكنولوجية لتعزيز الشراكات الاستراتيجية في مجالات الدفاع، والأمن السيبراني،
والابتكار.
وفي
قطاع التعدين والموارد المعدنية،جرى توقيع مذكرات تفاهم لدعم الاستثمارات ونقل
المعرفة، إلى جانب توقيع مذكرة لتطوير وتحديث القوات المسلّحة السعودية، بما يعزز
من قدراتها الدفاعية وفق أعلى المعايير العالمية، كما جرى توقيع مذكّرات تفاهم في
مجالات الصحة والبحوث الطبية، تهدف إلى دعم الابتكار وتبادل الخبرات في مجالات
الصناعات الدوائية والتقنيات الصحية الحديثة.
صفقات
سعودية - أميركية
هذا
وينصبّ التركيز خلال جولة ترامب الخليجية على إبرام اتفاقيات تجارية، وكتب دانيال
شابيرو من مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي "أشارت
مصادر في البيت الأبيض إلى أن الرئيس سيركز على الصفقات"، بحسب أسوشييتد برس.
وتابع
"يقصدون بذلك فرصاً لزيادة استثمارات هذه الدول الثرية في الولايات المتحدة،
وتعميق التنسيق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع التعاون في مجال الطاقة"،
ومن المتوقع أن تستقبل الرياض والدوحة وأبوظبي الملياردير البالغ 78 عاماً
استقبالاً حافلاً باتفاقيات قد تشمل قطاعات الدفاع والطيران والطاقة والذكاء
الاصطناعي.
وقد
وقّعت شركة درع الحياة للصناعات العسكرية السعودية، اليوم الثلاثاء، اتفاقية مع
شركة كولت العالمية لتصنيع وتوطين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المملكة، بقيمة
تصل إلى 500 مليون دولار، وذلك على هامش منتدى الاستثمار السعودي الأميركي.
وقالت
وسائل الإعلام السعودية إنّه من المترقّب إعلان 35 اتفاقية بين المملكة وأميركا
تشمل 6 قطاعات، أبرزها الذكاء الاصطناعي والنقل والصحة والقطاع المالي، مشيراً إلى
توقعات بتخصيب وقود اليورانيوم داخل السعودية وسط شروط ورقابة أميركية.
وفي
وقت سابق من يوم الثلاثاء، افتتح وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، فعاليات
منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، وسط مشاركة ضخمة من كبريات شركات القطاع الخاص
من الجانبَين، وترقُّب التوقيع على اتفاقيات استثمارية ضخمة بين السعودية
والولايات المتحدة.
ويصطحب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته إلى السعودية رؤساء كبريات الشركات
الأميركية التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 7.88 تريليونات دولار، وعرضت قناة
"الإخبارية" السعودية الرسمية، عبر إنفوغراف، أبرز هذه الشركات والقيم
السوقية الخاصة بها، والتي تتصدرها إنفيديا وأمازون وتسلا، وقال كيرك شولتز المدير
الإقليمي الأول لتطوير الأعمال الدولية لدى شركة "بوينغ" في منطقة الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا، "إن شراكتنا مع المملكة لا تقتصر على توفير معدات أو
طائرات عسكرية، بل تشمل التوطين لجلب الوظائف".
وأضاف
شولتز، خلال لقائه المذاع على قناة "الإخبارية"، أنّ المملكة تمتلك
حالياً أكبر أسطول من طائرات "إف 15" خارج الولايات المتحدة بالإضافة
إلى مروحيات "أباتشي 64 - إتش" مما يدل على الشراكة الكبيرة التي تتمتع
بها بوينغ للدفاع في المملكة. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة
"أوبر" العالمية دارا خسروشاهي، إن الشركة تجري محادثات مع شركاء في
مجال القيادة الذاتية ومع الوزارات في المملكة العربية السعودية.
وأضاف
خسروشاهي، في تصريحات نقلتها قناة "الحدث" عبر منصة "إكس":
"سترون مركبات ذاتية القيادة في السعودية هذا العام".
عملاقة
النفط أرامكو
إلى
ذلك، قال الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو السعودية" أمين الناصر، يوم
الثلاثاء، إنّ الشركة ستستثمر 3.4 مليارات دولار لتوسعة مصفاتها في الولايات
المتحدة، في خطوة تعكس التزام "أرامكو" بتعزيز حضورها في الأسواق
العالمية، لا سيّما في قطاع الطاقة المتكاملة.
وأكد
الناصر خلال مشاركته في فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض
اليوم الثلاثاء أنّ "أرامكو" ستوقع اليوم اتفاقية مع شركة "سيمبرا"
الأميركية لتوريد 6.2 ملايين طن من الغاز الطبيعي المُسال سنوياً، في إطار خطط
الشركة للتوسع في هذا القطاع الحيوي، وشدد الناصر على أن الولايات المتحدة تمثل
شريكاً استراتيجياً رئيسياً لـ"أرامكو"، مشيراً إلى أن الشركة تعتزم
توقيع مجموعة من الاتفاقيات المتنوعة مع شركاء أميركيين خلال فعاليات منتدى
الاستثمار السعودي الأميركي.
وأوضح
الناصر أن هذه الخطوات تأتي ضمن استراتيجية "أرامكو" طويلة الأمد لتعزيز
أمن الطاقة العالمي وتنويع محفظة استثماراتها في مختلف المجالات، بما في ذلك الغاز
الطبيعي والطاقة النظيفة.