العدد 1579 /13-9-2023

اختتمت قمة مجموعة العشرين فعالياتها، اليوم الأحد، في نيودلهي، بتسليم الهند رئاسة القمة إلى البرازيل، فيما أشادت الولايات المتحدة وروسيا بالإعلان التوافقي الذي أحجم عن انتقاد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، لكنه دعا الدول الأعضاء إلى تجنب استخدام القوة.

وطلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من قادة المجموعة عقد اجتماع افتراضي في نوفمبر/ تشرين الثاني لمراجعة التقدّم في السياسات المقترحة والأهداف المعلنة في القمة.

وقال في بيان: "مسؤوليتنا هي النظر في الاقتراحات التي قُدمت لنرى سبل تسريع التقدم بشأنها".

وأصدرت المجموعة، أمس السبت، إعلانا للقادة أحجم عن انتقاد روسيا بسبب الحرب، لكنه سلط الضوء على المعاناة الإنسانية التي سببها الصراع، ودعا جميع الدول إلى عدم استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي.

وجاء الإعلان التوافقي بمثابة مفاجأة. ففي الأسابيع التي سبقت القمة، تسببت وجهات النظر المتباينة بشدة بخصوص الحرب الروسية في إثارة مخاوف بشأن خروج القمة عن مسارها، وطالب الغرب الدول الأعضاء بانتقاد موسكو بسبب الغزو، وردت موسكو بأنها ستعرقل أي قرار لا يخدم موقفها.

وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي تولى رئاسة الوفد الروسي، إن القمة كانت ناجحة للهند، وكذلك للدول الواقعة في جنوب العالم، الدول النامية.

وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي، أن موقف دول جنوب العالم ساعد على ضمان عدم طغيان الصراع الأوكراني على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين. وتابع: "لقد وحّدت الهند بالفعل أعضاء مجموعة العشرين من جنوب العالم".

من جانبه، ذكر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين أن الإعلان الصادر عن القمة "يبلي بلاء حسنا في الدفاع عن المبدأ القائل إنه لا يجوز للدول استخدام القوة للسعي للاستيلاء على أراض، أو انتهاك سلامة أراضي دول أخرى وسيادتها أو استقلالها السياسي".

وأشادت ألمانيا وبريطانيا أيضا بالقرار، لكن أوكرانيا قالت إنه "ليس شيئا يدعو للفخر".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، إن مجموعة العشرين التي تأسست لحل القضايا الاقتصادية الدولية ليست بالضرورة المكان الذي يُتوقع منه أن يحرز تقدما دبلوماسيا بشأن الحرب في أوكرانيا. لكنه أضاف في مؤتمر صحافي أن إعلان مجموعة العشرين "لا يمثل نصرا دبلوماسيا لروسيا التي بدت في عزلة خلال القمة".وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن العدوان الروسي على أوكرانيا "يمكن أن يهز أسس مجموعة العشرين".

العودة إلى اتفاق الحبوب

ووافقت مجموعة العشرين على انضمام الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 55 دولة، عضوا دائما ممثلا دول جنوب العالم في المجموعة.

وقال لافروف أيضا إن روسيا ستعود إلى اتفاق البحر الأسود الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب في حالة تلبية مطالبها. وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو/ تموز بسبب عدم تلبية مطالبها المتمثلة في تنفيذ اتفاق يخفف القيود المفروضة على صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن سفيتلانا لوكاش، ممثلة روسيا في المجموعة، قولها: "كان هذا واحدا من أصعب مؤتمرات قمة مجموعة العشرين في تاريخ المنتدى الممتد لنحو عشرين عاما... استغرق الاتفاق على الإعلان قبل القمة ما يقرب من 20 يوما وخمسة أيام هنا".

وتابعت: "لم يكن هذا بسبب بعض الخلافات حول موضوع أوكرانيا فحسب، وإنما أيضا بسبب تباين المواقف بشأن جميع القضايا الرئيسية، وفي مقدمتها قضايا تغيّر المناخ والانتقال إلى أنظمة الطاقة منخفضة الكربون...".

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي طلب عدم كشف هويته، اليوم الأحد، إن حرب أوكرانيا كانت القضية الأكثر إثارة للجدل قبل التوصل إلى توافق. وأشاد المسؤول بقيادة الهند القوية، مضيفا أن البرازيل وجنوب أفريقيا لعبتا أيضا دورا حاسما في تقريب وجهات النظر.

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022 في سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد الملايين، وأسفر عن اضطرابات اقتصادية حول العالم. وتنفي موسكو ارتكاب فظائع خلال الصراع.