العدد 1642 /11-12-2024

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، إن سورية يجب ألا تقسم مجددا، وإن تركيا ستتحرك ضد أي شخص يسعى للمساس بأراضيها. وصرح "من الآن فصاعدا لا يمكن أن نسمح بتقسيم سورية مجددا... سنقف في وجه أي اعتداء على حرية الشعب السوري وسلامة أراضيه واستقرار السلطة الجديدة".

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم الثلاثاء إن أنقرة تنتظر الظروف المناسبة لإعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق. جاء ذلك في رده على سؤال صحافي بالعاصمة أنقرة حول توقيت إعادة فتح السفارة التركية بدمشق. وكانت تركيا علّقت أنشطة سفارتها بدمشق في مارس/ آذار 2012 جراء تدهور الوضع الأمني بالبلاد على خلفية اندلاع الثورة السورية وقمع النظام لها بالقوة العسكرية.

وحول أهداف العدوان الإسرائيلي على سورية، قال فيدان إن إسرائيل "تريد جعل كل المعدات والتجهيزات التي تمتلكها الإدارة الحالية (في سورية) غير صالحة للاستخدام".

وكانت الخارجية التركية قد استنكرت في وقت سابق دخول القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة التي ينتشر فيها جنود الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان في أعقاب إطاحة الأسد.

وقالت وزارة الخارجية في بيان "ندين بشدة دخول إسرائيل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسورية... في هذه الفترة الحساسة... تظهر إسرائيل مرة أخرى عقليتها الاحتلالية"، وأكّدت مجددا دعمها "لسيادة سورية ووحدتها السياسية وسلامة أراضيها".

مصر وتركيا تتفقان على أهمية إعادة الاستقرار في سورية

وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي، في إطار متابعة تطورات الأوضاع في سورية. واتفق الوزيران على أهمية استمرار التنسيق القائم بين مصر وتركيا حول الأوضاع في المنطقة بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص، وتضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم سيادة الدولة السورية، ووحدة وسلامة أراضيها.

وتوافق الوزيران على أهمية تبني عملية سياسية تفضى إلى إعادة الاستقرار، وإنهاء المعاناة لأبناء الشعب السوري. وحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، جدد عبد العاطي موقف بلاده تجاه التطورات الأخيرة في سورية، في ما يتعلق بضرورة أن تكون العملية السياسية بملكية سورية خالصة من دون تدخلات خارجية، وتقطع الطريق أمام أية محاولة لاستغلال الأوضاع الحالية للمساس بمصالح سورية وسيادتها ووحدتها الإقليمية.

كما أشار إلى "أهمية أن تكون العملية السياسية شاملة، وتعكس التنوع المجتمعي في سورية، وأن ترتكز على عدم إقصاء أية أطياف وطنية، وتتبنى مفهوم المقاربة الشاملة التي ترمي إلى تمهيد الطريق لعودة الاستقرار، والقيام بدور سورية في محيطها الإقليمي، وعلى الصعيد الدولي".

وكانت مصر قد دانت استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سورية، والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثل "احتلالاً للأراضي السورية، وانتهاكاً صارخاً لسيادتها، ومخالفة صريحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974"، داعية مجلس الأمن الدولي إلى "التدخل واتخاذ موقف حازم".

وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين إقليميين ومصدر أمني سوري لم تسمهم، قولهم إن "توغلا عسكريا إسرائيليا في جنوب سورية وصل إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق". وأضافت الوكالة نقلا عن المصدر السوري أن "القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سورية".

واستغلت إسرائيل سقوط نظام بشار الأسد، الأحد، لتوسيع رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان السورية عبر احتلال المنطقة الحدودية العازلة.