العدد 1374 / 21-8-2019
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية
"حماس" إسماعيل هنية، إن حركته مستعدة للدخول بمفاوضات غير مباشرة مع
الاحتلال الاسرائيلي، للافراج عن الأسرى الفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمة له، يوم الأحد، خلال لقاء عقدته قيادة حركة
"حماس"، مع وجهاء وعوائل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأكد هنية بهذا الصدد، جاهزية الحركة "لمفاوضات غير
مباشرة، إذا كان العدو مستعدا وجاهزا للبحث في هذا الموضوع".
وشدد في كلمة للأسرى، "لن نتخلى عنكم وما بين أيدينا من
كنز على هذا الصعيد لا يمكن أن يفلت من أيدينا ولو اجتمعت علينا كل قوى الأرض إلا
إذا استجابوا لمطالبنا ومطالب شعبنا الفلسطيني".
وقال "أيها الأسرى أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام
التي حررت بالخطف والمقاومة والبندقية مثل ما قال الشيخ احمد ياسين بدنا ولادنا
يروحوا (يعودوا) أنه سيأتي اليوم الذي نحرركم فيه".
وعلى صعيد الوضع الإقليمي، بيّن هنية أن المنطقة تشهد
"تهديدات خطيرة"، مشيرا إلى أنه "علينا أن نوازن بين استراتيجية
التوازن في العلاقات والاستقواء بتحالف قائم على ممانعة سياسية بالمنطقة لمنع
الاختراق الأمريكي والصهيوني".
وشدد رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" حرص حركته على
بناء علاقات متوازنة مع كل أشقائنا في الدول العربية والإسلامية، بما فيها
السعودية وإيران.
وفي رسالة للمقدسيين، قال هنية: "شلت أيماننا إن لم
ندافع عنكم بالروح والدم والصاروخ والبندقية حماية والتمسك بحق العودة".
وأضاف: "لن نتنازل عن حق العودة ولن يضيع بالتقادم ولا
يملك رئيس أو منظمة أو سلطة أو دولة أو محور في المنطقة التنازل عن هذا الحق من
أرضهم التي هجروا منها".
وأكد ضرورة التصدي لمحاولات التغلغل الصهيوني في المنطقة من
خلال التطبيع والمؤتمرات الاقتصادية وما يسمى بالزيارات التبادلية.
وفي الشأن الداخلي، أكد هنية أن "مهمتنا تقوية الموقف
الفلسطيني الموحد الرافض لصفقة القرن، حماس وفتح والجهاد والشعبية وفي غزة والضفة؛
للوقوف في وجه التهديدات أو الإغراءات من أين كانت وممن كانت".
وجدد تأكيده أن "ثلاثية المصالحة" تقوم على
"برنامج وطني متفق عليه وقيادة وطنية جامعة ممثلة بمنظمة التحرير وانتخابات
تشريعية ورئاسية ومجلس وطني عبر حكومة وحدة وطنية تحضر لهذه الانتخابات".
ويسود الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"
وغزة والضفة منذ صيف 2007، وذلك عقب فوز حركة "حماس" في الانتخابات
البرلمانية الأخيرة، وفض حركة فتح والسلطة التسليم بنتائج هذه الانتخابات وفرض
حصار مشدد على قطاع غزة.
وعلى مدار ما يزيد عن 12 عامًا مضت، لم تتوقف محاولات
الوسطاء لإنهاء الانقسام الفلسطيني دون أن تنجح أي منها في تحقيق تقدم حقيقي يخرج
الفلسطينيين من أسوأ حقبة في تاريخ قضيتهم.
وآخر اتفاق للمصالحة وقعته "حماس"
و"فتح" كان في 12 تشرين أول 2017، لكنه لم يطبق بشكل كامل؛ بسبب نشوب
خلافات كبيرة حول عدة قضايا، منها: "تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين
عينتهم حماس أثناء فترة حكمها للقطاع".