العدد 1359 / 24-4-2019
القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد
قال
موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الإلكتروني، نقلاً عمن سماه
"مصدراً عربياً"، إن "رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين دفن في
كهف بالقرب من القرداحة في محافظة اللاذقية"، بأوامر من رئيس النظام السوري
الراحل حافظ الأسد.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن مصدراً عربياً تحدث
إلى مسؤول سوري رفيع المستوى، أبلغه بأن "الموساد" الإسرائيلي أجرى
عملية تمويه في العام 1977، خلال تنفيذه لعملية على الحدود السورية - الأردنية، فيما
كان عملاؤه يقومون بموازاة ذلك بعمليات حفر في الموقع الذي كان يفترض أن يكون رفات
كوهين مدفوناً فيه. ووفقاً للمصدر، فإن رئيس النظام السوري الراحل حافظ الأسد، أمر
بنقل الرفات إلى موقع سرّي آخر، بعدما علم بأمر نشاط عملاء "الموساد".
وهذا الموقع في كهف بالقرب من القرداحة.
ووفقاً لما أفاد به المصدر، فقد كان موقع الرفات
معروفاً أيضاً لكل من وزير دفاع النظام السوري السابق مصطفى طلاس، والجنرال السوري
محمد سليمان، الذي كان مستشاراً مقرباً من الأسد الأب، وتمّ اغتياله عام 2008.
ووفقاً لرواية "المصدر العربي"، الذي لم
يكشف موقع "معاريف" عن هويته، فقد "قام ثلاثة جنود من الحرس
الرئاسي بنقل الرفات في عملية سرّية. وقد توفي اثنان منهم، فيما يقارب الثالث
الـ80 عاماً من العمر. وبحسب ما بات معروفاً، فقد جرت أخيراً عملية بهدف العثور
على رفات كوهين والتأكد من صحة هوية صاحب الرفات، لكن ليس واضحاً ما إذا كان الحمض
النووي الذي جرى فحصه يعود للجاسوس الإسرائيلي".
وبحسب رواية "معاريف" نقلاً عن المصدر
العربي، فإن عملية استعادة جثة الجندي الإسرائيلي زكاريا باومل عبر روسيا، قد
أخّرت عملية استعادة رفات إيلي كوهين، لكن ليس واضحاً ما إذا كان هذا الأمر سيُضّر
بفرص استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي.
ولفت الموقع إلى أن أرملة الجاسوس الإسرائيلي إيلي
كوهين وجهت عشية عيد الفصح اليهودي، رسالة شخصية لبشار الأسد طالبته فيها بالسماح بإعادة
رفات زوجها، علماً أن هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها رسالة له بهذا الخصوص.
ونقلت "معاريف" عن ناديا كوهين، أنها
تلقت في الماضي جواباً من بشار الأسد قال فيه: "عندما يحين الوقت"،
وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من أجل استعادة رفات إيلي كوهين،
وأنها عرفت بهذا الأمر من وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان.
في المقابل، نفى ديوان رئيس حكومة الاحتلال
بنيامين نتنياهو صحة المعلومات التي تحدثت عن العثور على رفات إيلي كوهين من قبل
جهات روسية في سورية.
وكان الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين قد قبض عليه
في دمشق عام 1965 وتمّ إعدامه شنقاً. وقد رفضت سورية في ذلك الوقت كل الضغوط التي
مورست عليها لتخفيف حكم الإعدام وعدم تنفيذه، أو إعادة جثة الجاسوس خلال عمليات
تبادل الأسرى وجثامين الجنود الذين قتلوا في حروبها مع إسرائيل.
وسبق أن ذكر الإعلام الإسرائيلي العام الماضي
"عثوره" على ساعة اليد الخاصة بالجاسوس كوهين، وتمّ عرض صورة للساعة
التي قيل إنه تم تسليمها لأرملته. ونشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مطلع
الأسبوع الحالي، تقريراً قالت فيه إن رفات إيلي كوهين في طريقها إلى الأراضي
المحتلة بعد تدخل روسي، وهو تقرير نفت الجهات الروسية الرسمية صحته.