العدد 1686 /22-10-2025
أجبر غضب الشارع المؤيد لفلسطين وغزة، فريق
"إسرائيل بريميير تيك" للدراجات الهوائية على طيّ صفحته الأخيرة والتخلي
عن اسمه نهائياً، بعد أشهر من الضغوط المتواصلة التي لاحقته في مختلف السباقات
الدولية، إذ جاء القرار بعد موجة احتجاجات تضامنية مع غزة خلال طواف إسبانيا، حين
تحولت المسيرات إلى رسالة صريحة ضد كل ما يحمل اسم إسرائيل في المشهد الرياضي
العالمي.
وواجه الفريق الإسرائيلي ضغوطاً غير مسبوقة من
الجماهير والرعاة على حد سواء، وفرضت مظاهرات التضامن مع غزة واقعاً جديداً جعل
استمرار الفريق تحت مسمّاه القديم شبه مستحيل، وفقاً لوصف موقع راديو "أر إم
سي سبورت" الفرنسي، الثلاثاء. وأعلن الاتحاد الدولي للدراجات أن الفريق تقدّم
رسمياً بطلب ترخيص لموسم 2026 تحت اسم جديد هو أكاديمية الدراجات، في خطوة أنهت
تماماً ارتباطه بالهوية الإسرائيلية.
واتخذ الفريق قبل ذلك محاولات متكرّرة للتخفّي عن
الجدل، إذ أزال كلمة إسرائيل من قمصانه خلال طواف إسبانيا، ثم استخدم اسماً
مختصراً في سباقات كندا، لكن الغضب الشعبي المؤيد لغزة كان أقوى من محاولات
التجميل تلك، وتحت ضغط جماهيري ورعاية مهدّدة بالانسحاب، وجد الفريق نفسه مجبراً
على التراجع الكامل عن هويته السابقة.
وبرّر مسؤولو الفريق القرار بأنه تغيير إداري
وهيكلي، لكن السياق الدولي لا يترك مجالاً للالتباس، فقد تحوّل التعاطف العالمي مع
غزة إلى موجة ضغط أخلاقية طاولت المؤسّسات والفرق التي تحمل أي دلالة إسرائيلية،
في وقت تتسع فيه دائرة المقاطعة والتنديد بالعدوان على القطاع المحاصر. وأكّد
مراقبون أن ما جرى يتجاوز حدود الرياضة، إذ يعكس وعياً متزايداً لدى الشارع
العالمي بأن الرياضة ليست بمنأى عن المسؤولية الإنسانية، واعتبروا أن سقوط اسم
إسرائيل بريميير تيك نتيجة طبيعية لغضب شعبي يرى في استمرار هذه الهوية استفزازاً
لمشاعر الملايين المتضامنين مع غزة.
ويُجسّد هذا التحوّل لحظة فارقة في العلاقة بين
الرياضة والضمير الإنساني، ويؤكد أن صوت الشعوب، حين يعلو دفاعاً عن العدالة، قادر
على إسقاط الأسماء قبل الشعارات، فكما سقط اسم إسرائيل من قمصان الفريق، سقط معه
وهم الحياد في زمنٍ لا يحتمل الصمت أمام المأساة.