العدد 1636 /30-10-2024
يعاني الأسرى
الفلسطينيون ازدياد عدد المصابين - وخصوصا بعد حرب السابع من أكتوبر - بمرض
سكابيوس أو (الجرب الجلدي)، ويقف وراء ازدياد أعداد المصابين بالمرض عدة عوامل
أوجدتها إدارة سجون الاحتلال، وتسببت بها طبيعة المعتقلات الرطبة المحرومة من
التهوية.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي
في غزة، إسماعيل الثوابتة، لـ "قدس برس" إن إدارة سجون الاحتلال
"تتعمّد تعريض الأسرى الفلسطينيين للعديد من الأمراض المختلفة، وذلك من خلال
الإهمال الطبي، وتعمُّدِ عدم عرض الأسرى على الأطباء المتخصصين".
ونقل الثوابتة عن أسرى محررين قولهم إن
الاحتلال "يتعمد وضعهم في بيئة مرض، ويمنعهم من الاستحمام لمدة شهور، ويمنعهم
من استخدام الماء".
ما هو مرض الجرب الجلدي
"سكابيوس"؟
أوضح طبيب
الأمراض الجلدية، رشيد الخطيب، أن "الجرب هو طفح جلدي يسبب حكة تنتج عن سوس
ناقب صغير يسمى القارمة الجَرَبية، تحدث حكة شديدة في المنطقة التي ينقب فيها
السوس. وقد تكون الرغبة في الحك قوية خلال ساعات الليل".
وقال في حديث له إنه
"يمكن أن تؤدي الحكة الشديدة إلى تشقق الجلد، وربما تسبب عدوى مثل القوباء،
وهي عدوى تُصيب سطح الجلد بسبب بكتيريا (المكورات العنقودية) غالبًا أو البكتيريا
العقدية (المكورات العقدية) أحيانًا".
وعن خطورته قال
إن "الجرب مرض معدٍ، ويمكن أن ينتشر بسرعة من خلال المخالطة اللصيقة بين
أفراد الأسرة، أو السجون. ولما كان الجرب ينتشر بسهولة، فغالبًا ما يوصي الأطباء
بمعالجة جميع أفراد الأسرة أو أي شخص يخالط المريض مخالطة لصيقة".
ويقول الأسير
المحرر، الذي فضل الإشارة إلى اسمه بـ "م.ع" (40 عاما)، والذي كان يقبع
في سجن "عوفر" قسم 11، "كان لي زميل في السجن يحك لدرجة أننا نسمع
صوت الحك بشكل مزعج... كان دمه يسيل من شدة الحكّ". فيما يؤكد الخطيب على أن
"العلامات والندوب تبقى على الجلد للأبد، حتى لو شُفيَ المريض من الجرب".
ازدياد انتشاره
بعد 7 تشرين أول/أكتوبر 2023:
أفادت منشورات
"هيئة شؤون الأسرى والمحررين" (تابعة للسلطة الفلسطينية) وكذلك
"نادي الأسير الفلسطيني" أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي أبلغت
المحامين فرض حجر صحي على كافة أقسام الأسرى نتيجة لانتشار مرض الجرب
"سكابيوس" بين صفوف الأسرى بشكل كبير.
وأوضحت الهيئة ونادي الأسير في بيان
مشترك أنّ "مرض الجرب تفشّى بشكل كبير بين صفوف المعتقلين في عدة سجون جرّاء
الإجراءات الانتقامية التي فرضتها إدارة السّجون على الأسرى بعد السابع من أكتوبر
2023".
وهذا ما أكدته شهادات أسرى محررين حديثا
لـ "قدس برس"، حيث قال الأسير "م.ع" والذي كان في سجن
"عوفر" قائلا "وضع السجون قبل حرب 7 أكتوبر يختلف تماما عما
بعده... إدارة السّجون تستخدم المرض كأداة تعذيب وتنكيل".