العدد 1630 /18-9-2024
قال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل (68
عاماً)، إن الحركة ستفوز بالحرب وستلعب دوراً حاسماً في مستقبل غزة، مضيفاً أن
"حماس لديها اليد العليا وظلت صامدة، وأدخلت جيش الاحتلال الإسرائيلي في حالة
استنزاف". وأضاف مشعل في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، أن منطق حركة حماس
بسيط، إذ إن "الانتصار يعني ببساطة البقاء على قيد الحياة، وعلى الأقل في
الوقت الراهن، تمكّنت الحركة من القيام بذلك، حتى وإن كانت ضعيفة للغاية"،
مؤكداً أن قادة حركة حماس "ليسوا في عجلة من أمرهم لإبرام وقف إطلاق النار
بأي ثمن، ولن يتخلوا عن مطالبهم الرئيسية بإنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل من
غزة".
ورغم الخسائر الهائلة التي تكبّدتها حماس، بما في
ذلك اغتيال إسرائيل عدداً من كبار القادة بالحركة، قال مشعل الذي ترأس المكتب
السياسي لحركة حماس، إنه واثق من أن حماس ستلعب دوراً حاسماً في غزة بعد الحرب،
معرباً عن رفضه المقترحات الأميركية والإسرائيلية البديلة لإدارة غزة بدون حماس،
قائلاً "لقد انتهت كل الأوهام حول ملء الفراغ".
وتابع "في بداية الحرب تبنى الرئيس الأميركي
جو بايدن موقفاً مماثلاً لموقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول القضاء
على حركة حماس، إلا أنه لم يعد يتحدث عن ذلك، وشاركت كل من الولايات المتحدة
وإسرائيل في مفاوضات غير مباشرة مع حماس"، مشيراً إلى أنه "يَفهم من ذلك
أن الولايات المتحدة تعترف بأن حماس باقية"، وأنهم يعترفون عملياً بحماس،
ويضيف "باتت الولايات المتحدة تقول: نحن في انتظار رد حماس"، في إشارة
إلى ردها على اقتراحات وقف إطلاق النار.
وتابع مشعل حديثه للصحيفة الأميركية بالقول
"افتراض أن حماس لن تكون في غزة أو تؤثر بالوضع هو افتراض خاطئ.. الفلسطينيون
وحدهم سيحددون الترتيبات الخاصة بالمنطقة". ولطالما كرر نتنياهو طيلة فترة
الحرب شعار "النصر المطلق" على حركة حماس، وهو ما أدى إلى توجيه
انتقادات حادة من قبل كتّاب وسياسيين إسرائيليين، بما في ذلك الوزير غادي أيزنكوت،
ووزير الأمن يوآف غالانت الذي وصف الشعار بـ"الهراء".
انتقادات "طوفان الأقصى"
وعن الانتقادات التي توجه إلى حركة حماس على عملية
"طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبّر مشعل عن
رفضه لذلك قائلاً إنهم يمثلون أقلية في المجتمع الفلسطيني، وأضاف "بصفتي
فلسطينياً فإن مسؤوليتي هي القتال والمقاومة حتى التحرر".
واعترف مشعل بأن العدوان الإسرائيلي تسبب في دمار
هائل بالقطاع المحاصر، إلا أنه قال إنه "ثمن يجب على الفلسطينيين دفعه من أجل
الحرية". وعندما سُئل عن كيفية مساعدة عملية "طوفان الأقصى"، في
تحسين الوضع الفلسطيني في ظل الدمار الذي لحق بغزة، قال إن العملية لم تكن تتمحور
حول تحقيق نصر عسكري على إسرائيل بقدر ما جعلها تدرك أن سياستها غير مستدامة.
وأضاف "قبل السابع من أكتوبر، كانت غزة تموت موتاً بطيئاً، وكنا في سجن كبير،
وأردنا التخلص من هذا الوضع".