العدد 1634 /16-10-2024
مع إعلان جيش الاحتلال
الإسرائيلي رسمياً اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار في قطاع غزة، وفي وقت لم
تؤكد فيه حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) استشهاد السنوار، تشير الرواية
الإسرائيلية إلى أن الرجل، الذي كان يُعتقد أنه يعيش في الأنفاق محاطاً بالأسرى
الإسرائيليين، كان على سطح الأرض وقاوم جنود الاحتلال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، حتى
بعد إصابته بقذيفة دبابة إسرائيلية.
وقال جيش الاحتلال
الإسرائيلي وجهاز الشاباك في بيان مشترك، مساء يوم الخميس: "يعلن الجيش
والشاباك أنه في ختام عملية مطاردة استغرقت عاماً كاملاً قضت يوم أمس قوات من
الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة على يحيى السنوار، زعيم حماس. لقد نفذ الجيش
والشاباك عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة، التي أدت إلى تقليص منطقة عمل
يحيى السنوار، ما أدى أخيراً إلى القضاء عليه".
وبحسب وسائل إعلام
عبرية، فإن الأمر حدث بالصدفة، عندما شاهد الجنود مسلحين في المبنى، ثم جرى إطلاق
النار. غير أنّ القناة 13 نقلت عن مسؤولين أمنيين لم تسمّهم، أنّ "القوات لم
تكن في المنطقة بالصدفة"، رغم عدم معرفة وجود السنوار فيها، إذ حددها
"الشاباك" في الآونة الأخيرة، "باعتبارها مكاناً يختبئ فيه كبار
مسؤولي حماس". وتابعت أنه كان "هناك تركيز استخباري على المنطقة، قاد
إلى ممارسة ضغط عسكري عليها، ما دفع السنوار إلى التصرف كمطلوب، حتى ارتكب خطأً".
وفي تفاصيل الحادثة،
أفادت صحيفة هآرتس بأن أحد جنود الاحتلال رصد يوم الأربعاء "شخصية مشبوهة
تتحرك في أحد المباني في تل السلطان. وبعد حوالي خمس ساعات، رصدت مُسيّرة ثلاثة
أشخاص يغادرون المبنى ويتنقلون بين المنازل، فقامت القوة بإطلاق النار عليهم،
فردوا بإطلاق النار". وبحسب التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش، وأشارت
إليها الصحيفة، أصيبوا ثلاثتهم في تبادل إطلاق النار وتفرّقوا، اثنان في مبنى
والسنوار في مبنى آخر.
ووصلت دبابة وقوات أخرى
إلى المكان. وصعد السنوار إلى الطابق الثاني من المبنى الذي كان يختبئ فيه، وأطلقت
دبابة قذيفة على المبنى. ويبدو أن السنوار أصيب بنيران الدبابة. ودخل الجنود
المبنى، وألقى السنوار عليهم قنبلتين يدويتين تدحرجتا على الدرج، فتراجعوا وأرسلوا
مسيّرات. ورصدت مسيّرة رجلاً ملثماً يده مصابة. وبحسب الصحيفة، رأى السنوار
المسيّرة وألقى عليها قطعة خشبية. وفي تلك اللحظة أطلقت الدبابة قذيفة أخرى عليه،
مما أدى إلى مقتله على ما يبدو. وفي الوقت نفسه حصل تبادل لإطلاق النار في المبنى
الذي فر إليه المسلحان الآخران، مما أدى إلى إصابة جندي من الكتيبة 450 من لواء
بيسلاح بجروح خطيرة.
من جهتها، قالت إذاعة
جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المواجهة بين جنود الاحتلال والسنوار جاءت بعد أن
"رصدت قوة إسرائيلية حركة مشبوهة في الطابق العلوي من المبنى، وأطلقت دبابة
النار على المنزل، وفي الصباح أرسل الجنود مسيّرة إلى داخل المبنى لإجراء عمليات
مسح، وفي هذه المرحلة تعرّفوا إلى الوجه". وتابعت أن الجيش الإسرائيلي رصد في
الآونة الأخيرة "نشاطاً غير عادي في هذه المنطقة، لذا تقرر الأسبوع الماضي
زيادة عمليات المسح فيها وعدم مغادرتها؛ وعليه أُرسِل لواء بيسلاح إلى المكان".
وأكد المتحدث باسم جيش
الاحتلال الإسرائيلي إن السنوار اغتيل في تل السلطان برفح يوم أمس، مضيفاً أن جيش
الاحتلال لم يكن لديه معلومات مسبقة أن المسلح الذي اشتبك معه هو يحيى السنوار.
وأوضح المتحدث أن "السنوار كان موجودا في منطقة حاصرناها على مدار فترة طويلة
ولم نكن نعلم أنه هناك، ولم يكن هناك أي محتجز إسرائيلي في الموقع الذي قتل
فيه". وعلى الرغم من ما نشرته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن السنوار كان
يحاط بالمحتجزين الإسرائيليين، لم يكن في المبنى معه أي محتجز.
وذكر موقع والاه أن
القوة التي حضرت إلى المكان كانت تجري عمليات مستمرة في المنطقة قرب مبانٍ ونفق.
وخلال عملها أُطلقت النار من أحد المباني، لتردّ القوّة بالنار أيضاً. ولدى تمشيط
المبنى عُثِر على ثلاث جثث، إحداها تشبه السنوار، مشيرًا إلى أن الاشتباك وقع
بالصدفة، دون معلومات استخباراتية مسبقة. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن
المحتجزين الإسرائيليين الستة الذين قُتلوا في نفق نهاية أغسطس/ آب الماضي ربما
كانوا بجوار السنوار. وأظهرت النتائج الأولية الطبية أن السنوار أصيب برصاصة في
الرأس، وكانت الرصاصة هي التي تسببت في استشهاده. كما عثر على رصاصات إضافية
وإصابات في جسده.
وكشفت إذاعة جيش
الاحتلال أنه تم العثور بحوزة يحيى السنوار على السلاح الذي كان قد رفعه خلال
مهرجان في قطاع غزة، بعدما تمكن عناصر كتائب القسام من الاستحواذ عليه من ضابط
إسرائيلي في عام 2018، بعد اكتشاف قوة خاصة إسرائيلية حاولت التسلل إلى قطاع غزة
حينها. وأكدت مصادر رفيعة في جيش الاحتلال لصحيفة "هآرتس" أن السنوار
والقائد محمد الضيف لم يكونا طوال الوقت في الأنفاق، بل كانا يتنقلان فوق الأرض
بدون أن يكون أي رهائن برفقتهما.
ويُعَدّ السنوار المطلوب
الأول لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، إذ يتهمه بالمسؤولية عن عملية "طوفان
الأقصى". وقد يشكل اغتياله "انتصاراً" رمزياً كبيراً لإسرائيل.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في السادس من أغسطس/ آب الماضي اختيار يحيى السنوار
رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في
طهران.