العدد 1433 / 21-10-2020
عزز الجيش التركي، يوم الاثنين، نقاطا تابعة له في ريف إدلب، شمال غربي سورية،
وذلك بالتزامن مع حديث عن نيته الانسحاب بشكل كامل من النقاط التي يتمركز فيها ضمن
مناطق سيطرة النظام السوري في ريفي إدلب وحماة، ما يثير تخوفا من عدم قدرة المهجّرين
على العودة إلى منازلهم.
وقالت مصادر محلية إن الجيش التركي أدخل، اليوم،
رتلا يضم قرابة 80 آلية عسكرية محملة بمواد عسكرية، من منطقة كفرلوسين الحدودية إلى
معسكر المسطومة، جنوب مدينة إدلب. ويعد معسكر المسطومة أحد أكبر النقاط التي يتمركز
فيها الجيش التركي جنوب مدينة إدلب، إضافة إلى مطار تفتناز العسكري الواقع شمال شرق
إدلب.
وتأتي التعزيزات العسكرية
الجديدة بالتزامن مع الحديث عن نية الجيش التركي سحب قواته من النقاط التي يتمركز فيها
ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في ريفي حماة وإدلب.
وذكرت مصادر من المعارضة المسلحة أن النقاط
التي ينوي الجيش التركي الانسحاب منها هي النقاط المتمركزة قرب مدينة مورك بريف حماة
الشمالي، وشير مغار في ريف حماة الشمالي الغربي المتاخم لريف إدلب، وتل الطوقان في
شرق ناحية سراقب بريف إدلب الشرقي، وترنبة، غربي سراقب، ومرديخ، جنوبي سراقب، والصرمان،
شرقي معرة النعمان، ومعرحطاط، جنوبي معرة النعمان.
وكان الجيش التركي قد
انتشر في معظم تلك النقاط بالتزامن مع تقدم قوات النظام السوري إلى المنطقة عام
2019، ومنذ سيطرة النظام على المناطق المحيطة بالنقاط التركية، يقوم الجيش التركي بإيصال
الإمداد عن طريق التحرك مع الدوريات الروسية في المنطقة.
وتنتشر في الشمال السوري
أكثر من 60 نقطة عسكرية تركية، بناء على اتفاقات بين موسكو وأنقرة وإيران، تتوزع على
محافظات إدلب وحلب وحماة واللاذقية، ووقع العديد منها ضمن مناطق سيطرة النظام عقب التقدم
على حساب المعارضة.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر، أن الجيش التركي
بدأ بتفكيك نقطة مورك تمهيدا لنقلها نحو منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومع
غياب المعلومات الواضحة في المنطقة عن الانسحاب التركي، يتخوف الأهالي من أن النظام
ينوي عدم السماح للمهجرين والنازحين بالعودة.
وبحسب الناشط محمد الإدلبي،
فإن تلك المناطق لم يتمكن النازحون والمهجرون من العودة إليها خوفا من النظام ومن التعرض
للانتقام، وانسحاب الجيش التركي من نقاطه داخل مناطق النظام يؤكد عدم قدرتهم على العودة
إلى ديارهم وعدم وجود أي ضامن لعودتهم.
وقال الإدلبي إن بقاء النقاط التركية في المنطقة
والوعود التي قدمتها تركيا والتصريحات التي طالبت بها تركيا النظام بالعودة إلى خلف
تلك النقاط، كانت تعطي أملا للمهجرين بأنهم سيعودون إلى منازلهم يوما، ما لكن مع أنباء
الانسحاب يبدو أن تلك الآمال سوف تتبدد.
وكان النظام السوري
قد أصدر، الأسبوع الماضي، قرارا ينص على إعلان مناقصة من أجل تأجير واستثمار أراضي
المهجرين في ريف حماة الشمالي، والتي يزرع معظمها بمحاصيل الزيتون والفستق الحلبي.
وكانت روسيا قد طالبت تركيا، الشهر الماضي، بتخفيض عدد قواتها في سورية، وذلك خلال
اجتماعات ثنائية بين الطرفين في أنقرة حول الملف السوري.