العدد 1643 /18-12-2024
تجددت الاشتباكات
المسلحة يوم الأحد، في مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية بين مقاومين
فلسطينيين والأجهزة الأمنية الفلسطينية، في ظل تصاعد الأحداث التي دخلت يومها
الحادي عشر دون بوادر للتهدئة. وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات بين مقاومين
والأجهزة الأمنية الفلسطينية متواصلة منذ أيام، وهي منقطعة بين الحين والآخر،
لكنها تجددت في محيط مخيم جنين وفي بعض شوارع المدينة.
من جانبه، قال الناطق
الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب: "إن الأجهزة الأمنية ما زالت
تواصل فرض النظام، وبسط سيادة القانون، وملاحقة الخارجين عن القانون في جميع أنحاء
الضفة الغربية بكل عناوينهم ومسمياتهم". وأكد العميد رجب في بيان صحافي نقلته
وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن الأجهزة الامنية ما زالت مستمرة في عمليتها
وحققت تقدماً ونجاحاً ضمن خطة معدة مسبقاً. وتحدث عن اعتقال العديد من الأشخاص
الذين وصفهم بأنهم "خارجون عن القانون"، على حد تعبيره.
على صعيد متصل، عمَّ
الإضراب التجاري مدينة جنين، حيث أغلقت المحال والأسواق أبوابها استجابة لدعوات
الاحتجاج على الأحداث الجارية. كما أكدت مصادر محلية أن مسيرات ووقفات نظمتها نسوة
بينهن أمهات شهداء وأسرى مساء اليوم الأحد، دعما للمقاومة ورفضا للممارسات التي
تقوم بها السلطة في مخيم جنين.
وأشارت المصادر إلى أن
الأجهزة الأمنية الفلسطينية قمعت وقفة نسائية أمام أحد المنازل الذي حولته تلك
القوات إلى ثكنة عسكرية على أطراف مخيم جنين وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل
للدموع باتجاه النسوة.
ويسود التوتر لليوم
الحادي عشر على التوالي في مدينة جنين ومخيّمها، في ظل تواصل الاشتباكات المسلّحة
بين أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر مسلّحة من "كتيبة جنين"
التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بالتزامن مع فرض
حصار على المخيم.
وتأتي الأحداث على خلفية
اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي،
تبعها استيلاء أفراد الكتيبة، في الخامس من الشهر الجاري، على مركبتين إحداهما
تعود للارتباط العسكري الفلسطيني، والأخرى لوزارة الزراعة، ثم عودة اعتقال نشطاء
وذوي شهداء من المخيم، ثمّ حصاره وإغلاق مداخله. وأدت الأحداث حتى الآن إلى مقتل
ثلاثة برصاص الأمن الفلسطيني بينهم شاب وطفل وأحد قادة كتيبة جنين يدعى يزيد
جعايصة، فضلاً عن وقوع إصابات بين الطرفين.
وتصاعدت الأحداث فجر
أمس، في مدينة ومخيم جنين، بعد إعلان الأجهزة الأمنية الفلسطينية بدء تنفيذ
المرحلة ما قبل الأخيرة للعملية الأمنية التي أطلقت عليها اسم "حماية
وطن". وشهدت عدة مدن وبلدات ومخيمات في طولكرم وطوباس وجنين تظاهرات
واحتجاجات استجابة لكتيبة جنين، ومبايعة للمقاومة ورفضاً لممارسات الأمن الفلسطيني
بحق المقاومين.