العدد 1687 /29-10-2025

هاديا المنصور

عثرت الفرق المختصة في الدفاع المدني السوري، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للمفقودين، الثلاثاء، على رفات بشري قرب السجن المركزي في محافظة درعا، وتحديداً في منطقة حاجز الصوامع التي كانت تتمركز فيها سابقاً قوات النظام السابق، في مشهد يعيد إلى الواجهة ملف المقابر الجماعية التي خلّفها عقد من القمع والاختفاء القسري.

وأوضح الدفاع المدني في بيان نشره عبر قناته الرسمية على تطبيق تليغرام، أن فرق البحث والإنقاذ تلقت بلاغاً عن موقع يُشتبه بوجود رفات بشري فيه، قرب سجن غرز (السجن المركزي) شرق مدينة درعا. وأضاف أن فريق إزالة مخلفات الحرب أجرى قبل بدء أعمال البحث مسحاً شاملاً للموقع للتأكد من خلوّه من الألغام أو الذخائر غير المنفجرة، حفاظاً على سلامة العاملين.

وبيّن الدفاع المدني أن الفريق المختص تمكن من جمع الرفات، وهو عظام بشرية مكشوفة يُرجّح أنها تعود لشخص واحد، مؤكداً أن العملية نُفذت وفق البروتوكولات الدولية الخاصة بتوثيق وجمع وانتشال الرفات، تمهيداً لتسليمه إلى الجهات المعنية المختصة لمتابعة إجراءات تحديد الهوية والتحقيق في ظروف الوفاة.

ودعا الدفاع المدني السوري الأهالي إلى عدم الاقتراب من مواقع الرفات أو المقابر الجماعية أو العبث بها، مشدداً على ضرورة إبلاغ مراكز الدفاع المدني أو الجهات الرسمية فور العثور على أي رفات بشري. كما حذر من أن أي تدخل غير مختص قد يؤدي إلى طمس الأدلة الجنائية، التي تُعد أساساً في الكشف عن مصير المفقودين وتحديد هوياتهم، فضلاً عن تعقّب المتورطين في جرائم الإخفاء القسري والقتل خارج نطاق القانون.

وتُعد محافظة درعا، التي كانت مهد الحراك الشعبي عام 2011، من أكثر المناطق السورية التي شهدت حملات قمع واعتقالات واسعة النطاق طاولت آلاف المدنيين، ما جعلها واحدة من أكثر المحافظات التي اكتُشفت فيها مقابر جماعية خلال السنوات الماضية.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، تتوالى عمليات العثور على مقابر جماعية ورفات بشري في مناطق مختلفة من البلاد، ما يوثق فظائع النظام المخلوع بحق المدنيين. وتشكل هذه الاكتشافات المتكررة أدلة دامغة على حجم الجرائم والانتهاكات الممنهجة التي مورست على مدى سنوات، وتُعزز مطالب الأهالي والمنظمات الحقوقية بـإحقاق العدالة وكشف مصير آلاف المفقودين الذين لا يزال الغموض يكتنف مصيرهم حتى اليوم.