العدد 1665 /28-5-2025

نفى قائد الأمن الداخلي بمحافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي، خلال تصريحات لوسائل إعلام محلية اليوم الثلاثاء، مشاركته في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وأكد أن "هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى الدقة والمصداقية"، رداً على ما تم تداوله في وسائل الإعلام. وشدّد الدالاتي، وفق ما نقلت "الإخبارية السورية"، على أن "موقف الجمهورية العربية السورية ثابت وواضح حيال هذا الموضوع، فالقيادة السورية تواصل القيام بكافة الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية، وذلك باستخدام جميع الوسائل المشروعة".

وفي وقت سابق، نقلت وكالة "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة قولها إن سورية وإسرائيل على اتصال مباشر وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجها لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع على الحدود، فيما أوضح أحد المصادر أن "هذه المحادثات تتعلق حاليا بالسلام... وليس بالتطبيع". وقال مصدران سوريان وآخران غربيان ومصدر مخابراتي مطلع من إحدى دول المنطقة للوكالة إن الاتصالات تأتي أيضا استكمالاً لما بدأته محادثات غير مباشرة عبر وسطاء منذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. واشترطت المصادر عدم الكشف عن هوياتها نظرا لحساسية المسألة بالنسبة للطرفين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية ولهما تاريخ من العداء. ولم تُنشر أي معلومات في السابق عن المحادثات المباشرة وما تناولته.

وعلى الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات تجري بقيادة الدالاتي، الذي عُيّن بعد الإطاحة بالأسد محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، قبل أن ينفي ذلك. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، عُين الدالاتي قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سورية. وذكرت ثلاثة مصادر أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة جرت في المنطقة الحدودية، بما في ذلك الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت سابق من الشهر الجاري إن هناك محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تهدئة التوتر، وهو إقرار صريح أعقب تقريراً لرويترز ذكر أن الإمارات تتوسط في مثل هذه المحادثات. وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ حرب عام 1967 واستولت على المزيد من الأراضي في أعقاب الإطاحة بالأسد في ديسمبر. وشنّت إسرائيل أيضا حملة قصف جوي دمرت جزءاً كبيرا من البنية التحتية العسكرية في سورية فيما كانت تضغط في الوقت ذاته على واشنطن لإبقاء سورية ضعيفة وغير مستقرة. لكن القصف والانتقادات خفت حدتها في الأسابيع القليلة الماضية.

وفي 14 مايو/أيار، أدى اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والشرع في الرياض إلى تغيير جذري في السياسة الأميركية تجاه سورية، مما أعطى الحكومة الإسرائيلية اليمينية إشارة للعمل على التوصل إلى تفاهمات مع الشرع. ووصف مصدر استخباراتي إقليمي تواصل ترامب مع الشرع بأنه جزء محوري من إعادة تنظيم السياسة الأميركية، التي أربكت استراتيجية إسرائيل المتمثلة في استغلال الفوضى في سورية بعد إسقاط الأسد.

انحسر التوتر حول السويداء خلال فترة الهدوء النسبي في مايو/أيار بعدما شهدت اشتباكات دامية على مدى أيام بين فصائل درزية مسلحة يحظى بعضها بدعم إسرائيلي وبين مقاتلين الشهر الماضي. وشنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية في ظل تلك الاشتباكات، كان من بينها غارة جوية خارج القصر الرئاسي مباشرة قالت إنها تحذير للمسؤولين بسبب التهديدات التي يتعرض لها الدروز، وفق زعمها. ورغم أن المحادثات المباشرة تركز حالياً على الأمن المشترك، مثل منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية داخل القرى الحدودية السورية، قال مصدران إن المحادثات المباشرة قد تساعد في تمهيد الطريق لتفاهمات سياسية أوسع.

اتفاقية فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل 1974

وأشار ترامب بعد لقائه مع الشرع إلى أن الرئيس السوري مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في نهاية المطاف لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ولم يعلق الشرع على هذا التصريح، وقال بدلا من ذلك إنه يؤيد العودة إلى شروط اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، والذي أسفر عن إنشاء منطقة عازلة تشرف عليها الأمم المتحدة في هضبة الجولان. وجاء في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية إلى وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي، واطلعت عليها رويترز، أن سورية لن تسمح بأن تصبح مصدر تهديد لأي طرف بما في ذلك إسرائيل.