لم تقتصر العلاقة المباشرة بين حافظ الأسد والدّكتور سعيد رمضان البوطي على بروباغندا التديّن التي يمارسها أمامه، بل عضد تلك الممارسات الشّعائريّة التي تدلّ على تع
بعد العدوان الإسرائيلي على منازل ومكاتب قادة في حركة حماس من أعضاء وفد التفاوض في العاصمة القطرية الدوحة بهدف قتلهم والتخلّص منهم ومن عملية التفاوض من ناحية، وبهدف فرض وتكريس قواعد جديدة في "الشرق الأوسط" ودول جوار فلسطين المحتلة من ناحية ثانية بحيث يصبح كيان الاحتلال الإسرائيلي صاحب الكلمة الفصل واليد الطولى في المنطقة، والمقرّر لسياساتها وأوضاعها فيما تتحوّل بقية دول وحكومات المنطقة إلى مجرد أدوات عنده ولديه تقوم بما يمليه عليها وما يؤمّن له المصالح؛ بعد هذا العدوان، ومع استشعار خطورة المرحلة المقبلة، تداعت الدول العربية والإسلامية، من أعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى قمّة مشتركة انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة التي تعرّضت للعدوان، وقد حضر في القمّة قادة ورؤساء وملوك وأمراء من الصفّ الأوّل، كدليل على خطورة المرحلة، وصعوبة التحدّي، وصلافة العدو. فهل حقّقت هذه القمّة ما كانت ترنو إليه؟ أو لنقل ما كانت ترنو إليه بعض الحكومات والدول؟ أو بشكل أدقّ ما كانت ترنو إليه الشعوب العربية والإسلامية؟ نحن في صفّ الشعوب التي تتطلّع إلى مساعدة الشعب الفلسطيني المنكوب، وتتألّم لألمه، وتحزن لحزنه، وتستشيط غضباً لما يصيبه من جرائم يرتكبها الاحتلال بحقّ الأطفال والنساء والشيوخ دون أدنى رأفة أو رحمة أو احترام لمواثيق وحقوق إنسان أو كرامة بني البشر، نحن الشعوب كنّا ننتظر من هذه القمّة غير الذي بلغنا من قراراتها، ربما صُدمنا أو لأقل صُدم الكثير منّا عندما سمع وعرف تلك القرارات التي رآها لا توازي ولا تساوي حجم التحدّيات التي باتت حاضرة ومُحدقة ليس بالشعوب والمنطقة وثرواتها، بل باتت مٌحدقة بالحكومات والأنظمة أيضاً، فهذا رئيس حكومة كيان الاحتلال لم يعد يكترث لأيّ منهم، بات يحذّر، يهدّد، يتوعّد، ثم يضرب دون شفقة أو رحمة أو احترام للعهود والمواثيق والمعاهدات التي عقدها أسلافه في قيادة هذا الكيان مع تلك الحكومات والأنظمة. نحن الشعوب كنّا ننتظر من القمّة الكثير الكثير ربما لأنّنا ما زلنا على فطرتنا وبساطتنا التي لا تفقه موازين القوى وكيف هي مائلة لصالح العدو بفضل الدعم اللامحدود واللامتناهي من الغرب من أجل بقائه واستمراره وتحكّمه بالمنطقة وأهلها وشعوبها ودولها وحكوماتها. وربما لأنّنا لا نعرف معنى الواقعية السياسية التي تكثر فيها الحسابات فيتحوّل الإنسان معها إلى حالة من الجبن والانكفاء بدل الحكمة والرزانة والحصافة واتخاذ القرار المطلوب في أعقد وأصعب لحظة بحيث يتمّ فيها السير على حافة الهاوية. وعلى سيرة الهاوية، فإذا ما استمرّ هذا الإفراط في الخضوع للواقعية السياسية فإنّ الأمّة تكاد تنزلق إلى قعر الهاوية التي يخافها أصحاب القرار تحت عنوان النجاة بأكبر قدر ممكن من السلامة والمكاسب. وربما لأنّنا نحن الشعوب نقيس الأمور بغير مقياس العقل أحياناً فلا نخضع لتلك المعادلات الدنيوية، بل نلجأ إلى قياس الأمور والمستجدات بمقياس القلب الواثق بأنّ قدر المظلوم الانتصار، وقدر الظالم الإنكسار والهزيمة ولو بعد حين، ولذلك لا نقيم أحياناً وزناً للواقعية السياسية، ونتمسك بالغيبيات التي تمدّنا بحالة من الصبر والصمود والثبات الكفيل بقلب المعادلات رأساً على عقب، فما النصر في صراعات الأمم والشعوب سوى "صبر ساعة"، و"إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون". بهذا المعنى فإنّ قرارات القمّة المشتركة لم تكن ما تمنّتها الشعوب العربية والإسلامية التي أدركت هذا التحدّي الإسرائيلي لكلّ العالم العربي والإسلامي وليس لقطر فقط أو للخليج، ولذلك كانت تأمل أن تكون القرارات على مستوى هذا التحدّي الذي يضع حدّاً لهذه الغطرسة الإسرائيلية على المنطقة، ولهذه المجزرة المروّعة بحقّ الأطفال والنساء والشيوخ والعزّل في قطاع غزة. أمّا وقد كانت القرارات تمنيّات أكثر منها آليات عمل وتنفيذ خطط وبرامج وقرارات حقيقية تجعل المعتدي ومن يقف خلفه يعيد حساباته، ويفكّر ألف مرّة قبل أن يقدم على اتخاذ أيّة خطوة عدوانية أخرى، فإنّ ذلك سيجعله يعيد الكرّة ويجدد الاعتداء على أيّ منطقة أو مدينة أو عاصمة أخرى، إنّه يعيد تشكيل المنطقة من جديد وفق أهوائه ومصالحه، ولكن ما لا يدرك كلّه لحسابات واقعية وتداخل المصالح يمكن أن يُدرك جلّه أو بعضه لحساب التحدّيات التي ما زال بالإمكان إسقاطها إذا ما كان لدى الفاعلين وأصحاب القرار نيّة جدّية حقيقية في إطلاق المواجهة لإسقاط تلك التحدّيات، وبالتالي إنقاذ المنطقة من هذا التغوّل الذي يريد التهامها بكلّ ما ومن فيها.
الضربة الإسرائيلية التي وجهت الى العاصمة القطرية الأسبوع الماضي أخذت المشهد المحلي اللبناني نحو إتجاهات [...]
التعايش المرحلي هو العنوان الذي يمكن أن يتم اللجوء اليه في توصيف الحالة الآنية التي تحكم علاقات الرئاسات [...]
في الجولة الأخيرة من الإنتخابات البلدية في بيروت والبقاع برز موضوع الديموغرافية الضاغط في موازين الخارطة [...]
جرت المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان ، وتشكلت الحصيلة السياسية التي سعت اليها [...]
في خارطة الإنقسامات اللبنانية ، يبدو المشهد محيرا وملتبسا في كثير من الأحيان . حيث يلاحظ أن التعارض والإختلاف [...]