العدد 1553 /8-3-2023
ايمن حجازي

في خطوة منسقة أقدم رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على إعلان دعم وتأييد ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية . وهي خطوة حركت المياه الراكدة في الإستحقاق الرئاسي المجمد منذ بضعة أشهر ، حيث دخل لبنان وبنيته الدستورية في شغور رئاسي يتكرر للمرة الرابعة خلال ٣٥ عاما من عمر الجمهورية اللبنانية . ففي ظل تدهور كبير سياسي واقتصادي ومالي وحياتي عصف في الساحة اللبنانية أنتج التعقيد السياسي السائد شغورا رئاسيا رابعا له أبعاده الإقليمية والدولية لارتباطه بشكل رئيس بالصراع العربي - الصهيوني واستنادا الى تعقيدات أخرى ترزح تحتها الساحتين العربية والدولية .

وقد شكلت خطوة بري - نصرالله خرقا مدويا أنهى حالة الركود الذي تعاني منه الساحة اللبنانية منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون . وهي ولاية باتت شبه معطلة من ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ حيث صارت ولاية ذلك الرئيس وكأنها ولاية محسومة ومقسومة الى نصفين . وتختلف التقييمات السياسية لهذه الخطوة الثنائية حيث يرى البعض أنها خطوة محكمة ومدعمة بعناصر قوة إقليمية ودولية في حين يرى البعض الآخر أنها مغامرة ستنتهي في أحسن الأحوالعلى أبواب مرشح تسوية غير فرنجية . أما المتفائلون فإنهم يعتبرون أن الأوراق المحلية المخفية الإيجابية التي تكتنف تلك الخطوة تكمن في موقفي الزعيم وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري . فالأول ينام على وسادة واحدة مع الرئيس نبيه بري منذ ٦ شباط ١٩٨٤ رغم كل الغصات الصراعية التي كدرت صفو تلك الوسادة . وهما في السنوات الأخيرة كانا معنيان بالتصدي المشترك للتسونامي العوني المستمر لإجتياح البنيان الرسمي للدولة والإدارة اللبنانية . وهما معنيان الآن بإزالة آثار هذه التسونامي ووضع حد له من خلال قطع كل الطرق التي يسلكها جبران باسيل . ويشترك مع بري وجنبلاط في التضرر من التسونامي العوني المشار اليه الرئيس سعد الحريري الذي عانى الأمرين من جبران باسيل وطغيانه في السنوات الحريرية العجاف التي قضاها بين عامي ٢٠١٦ و٢٠١٩ . واستنادا الى تلك الحسابات تأمل الأوساط المقربة من الرئيس بري أن يتم استيعاب الحريري في " الحملة اللبنانية المناهضة للطغيان العوني " مع كل ما لهذه العبارة أو التسمية من تجن وواضح وفاضح على الرئيس عون وصهره " الوديع " جبران باسيل . أما إعتراض المملكة العربية السعودية على ترشيح فرنجية فيمكن معالجته بمرهمين :

- الأول أقليمي بحت يتصل بالأجواء الإيجابية الوليدة بين طهران والرياض خصوصا في الموضوع اليمني ( إن صحت تلك الإيجابية ) . وهناك معلومات عن جهد نجح في بذله الديبلوماسي الروسي بوغدانوف في صنعاء يصب في ولادة تلك الإيجابية .

- الثاني يتولاه سليمان فرنجية شخصيا ، وهو حفيد سليمان فرنجية الجد الذي كان يحتفظ بأفضل علاقات إيجابية مع الحكم السعودي خلال رئاسته بين عامي ١٩٧٠ و١٩٧٦ ...

هل تنفي تغريدة السفير السعودي وليد البخاري حول حذف الساكنين إمكانية إيجاد موقف سعودي إيجابي من ترشيح سليمان فرنجية ؟

خصوم حزب الله وثنائي امل - حزب الله يتعلقون بالأهداب السلبية لهذه التغريدة ويبنون توقعاتهم على هذا الأساس . والآخرين يجزمون بأن الرياح تجري بما تشتهي سفينة سليمان فرنجية وأن الخارطة الفلكية (يعني الحظوظ والتنجيم ) لعام ٢٠٢٣ شبيهة بالخارطة الفلكية لعام ١٩٧٠ حين انتخب سليمان فرنجية الجد رئيسا للجمهورية اللبنانية وبفارق صوت واحد بما يشابه ال٦٥ صوتا الذي يسعى اليها أنصار فرنجية وبفارق صوت واحد . وإلا ...

وإلا فالشغور طويل ، ودولة لبنان الكبير في مهب الريح . ريح صرصر عاتية .

ملاحظة أخيرة : يرجى من كافة السياسيين والإعلاميين اللبنانيين وغير اللبنانيين عدم توجيه تهمة التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية الى السفير السعودي في بيروت وليد البخاري وشكرا .

ايمن حجازي