العدد 1523 /10-8-2022
د. وائل نجم


تتفاقم الأزمات فوق رؤوس اللبنانيين يوماً بعد يوم ، في ظلّ هذه السلطة والطبقة السياسية العاجزة أو المستكينة دون أنّ يرفّ لها جفن أو يتحرك فيها نبْض، بينما الناس باتت غير آبهة بما أصابها وما آلت إليه الأمور والأوضاع، وربما ذلك ليأس أصابها أو إحباط من التجارب التي مرّت بها، أو لانعدام ثقتها بالطبقة الحاكمة أولاً، ومن يقفون خلفها ويساندونها من أنظمة ودول وحكومات على مستوى العالم تحت عنوان "المجتمع الدولي".

لست في وارد الحديث عن واجبات الناس والمواطنين حيال الأزمات التي يعيشونها في لبنان، فقد كتبت، وكتب غيري الكثير عن ذلك، وقد كانت أمامهم فرصة تاريخية لإحداث تغيير كبير على الطبقة المسؤولية عن مآسيهم، أقصد بذلك فرصة الانتخابات النيابية الفائتة، غير أنّهم لما ذكرْتُ سابقاً ربما أحبطوا أو يئسوا أو فقدوا الأمل والثقة فركنوا إلى هذه الطبقة المستكينة.

أود أن ألفت اليوم إلى هذه الطبقة من المسؤولين الذين صدّعوا رؤوس مناصريهم قبل منافسيهم بقولهم إنّهم سيدافعون عنهم وعن لقمة عيشهم وعن كرامتهم وعن تواجدهم ودورهم في هذه البقعة الجغرافية التي وجدوا أنفسهم عليها، والتي يسمّونها دولة.

أسأل باسم المناصرين والأتباع والمحازبين، أين لقمة العيش التي وعدتمونا بها؟ فقبل أيام قليلة كنّا نصطّف طوابير طويلة تحت أشعة شمس تموز اللاهبة، او خلال ساعات الليل من أجل الحصول على ربطة خبز واحدة، فأين لقمة العيش هذه التي وعدتم بها؟!

أسأل باسم المناصرين والأتباع، أين الكرامة التي حدثتمونا عنها وكأنّنا بلا كرامة وستأتون لنا بها من المريخ حتى نعيش رافعين رؤوسنا فإذا بنا نطأطئها أمام المستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها. راح ماء وجهنا أمام المؤسسات الخيرية والجمعيات الأهلية التي باتت تجود على الناس ببعض المساعدات البسيطة حتى صار أقصى حلمنا أن نحصل على كيلو أرز أو سكر أو شيء من هذا القبيل؟!

أسأل باسم الجميع، أين الثبات في الأرض والحضور في المؤسسات والدور في الوطن ونحن لا نجد ماءً نشربه أو نغسل به وجوهنا، ولا كهرباء نضيء بها منازلنا، ولا طرقات آمنة نشعر فيها أنّنا سنعود إلى بيوتنا دون أن نتعرّض للسلب أو السرقة أو التشليح؟!

لقد كذبتم علينا، نعم على كلّ واحد منّا صدّق رواياتكم وخدعكم. لقد اكتشفنا أنّكم تغطّون في سبات عميق عن مشاكلنا وأزماتنا ومآسينا وأنتم الذين وعدتم وأقسمتهم الأيمان الغليظة على القيام بكل ما يصبّ في راحتنا ومستقبلنا المزهر.

من الواضح أنّ كلّ أولئك ليس لهم أيّ همّ سوى مصالحهم الخاصة التي يحمونها بنا منّا وباسم الطائفة حيناً وغيرها أحياناً. إنّهم يغطّون في سبات عميق عنّا وعن مآسينا وأزماتنا، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرحه كلّ منّا على نفسه، كيف هو السبيل لإيقاظ هؤلاء الذين يغطّون في هذا السبات العميق؟ كيف يمكن إنقاذ الوطن منهم، وإنقاذهم هم من هذه الغفلة والسبات الذي سيودي بنا وبهم إلى الهلاك؟! إنّها مسؤولية كلّ منّا وعليه أن يشرع بالتفكير من الآن بالحلول.

د. وائل نجم