العدد 1554 /15-3-2023
قاسم قصير

قبل سنتين تقريبا إنطلق " مشروع وطن الإنسان " برعاية ودعم من النائب نعمت إفرام في محاولة لمواجهة مختلف التحديات التي عانى ويعاني منها لبنان ولا سيما بعد الانتفاضة الشعبية في تشرين الاول من العام 2019 .

وقد شكّل هذا المشروع الركيزة الفكرية والسياسية والاجتماعية والعملية التي انطلق منها النائب إفرام في مسيرته السياسية والشعبية والنيابية من اجل اضافة دم جديد على الواقع السياسي اللبناني والانطلاق على اسس علمية في العمل السياسي ومن خلال الاعتماد على الدراسات والابحاث بعيدا عن الشعارات او المواقف المسبقة .

فما هي الاسس التي ينطلق منها هذا المشروع ؟ وماذا حقق خلال السنتين الماضيتين ؟ وهل يستطيع تحقيق خرق ما في مسيرة انقاذ لبنان في ظل فشل بقية القوى السياسية والحزبية؟

اسس و أهداف مشروع وطن الانسان

بداية ما هي الاسس التي ينطلق منها " مشروع وطن الانسان " وما هي الاهداف التي يسعى لتحقيقها والاليات التي يعتمدها في مسيرته؟

من خلال الوثائق الاساسية التي يعتمدها المشروع فهو يعرّف عن دوره بما يلي : مشروع وطن الانسان حركة سياسية وطنية تهدف الى تشييد جمهورية الانسان والحرية والرسالة في لبنان ، وهي منصّة تلتف حولها مجموعة صلبة من المخلصين الرافضين للواقع والداعين للتغيير والعاملين من اجل بناء دولة المؤسسات المنتجة والرائدة ودولة الخدمات المتفوقة ، ويركز المشروع على جوهر الانسان وكرامته وسعادته وحماية حقوقه .

ومن اهم الاهداف التي يعمل من اجل تحقيقها مشروع وطن الانسان :

1-الدولة المدنية الحديثة والغنية بالتنوع,

2-قانون الانتخابات.

3-استقلالية القضاء.

4-اللامركزية الادارية الموسعة.

5-الامن القومي.

6-الحياد الضامن للسيادة والوحدة.

7-الهوية الاقتصادية - الاجتماعية.

8-خطة التعافي المالي.

ويعمل المشروع من خلال تشكيل مجموعات عمل وفرق بحثية في كافة المجالات وهي تتولى وضع الدراسات والابحاث والاقتراحات في كافة المجالات ، وتشكل كل هذه الافكار الخلفية السياسية والفكرية لاداء النواب والقوى السياسية والحزبية الداعمة للمشروع او تتبنى افكاره وطروحاته .

وقد اقام المشروع سلسلة مراكز وفروع في مختلف المناطق اللبنانية اضافة لمركزه الرئيسي في منطقة ضبيه ( شمالي بيروت) وهو يتواصل مع مختلف الفعاليات والشخصيات اللبنانية للتعاون من اجل تحقيق الاهداف.

ورغم انضمام النائب افرام الى مجموعة نواب المعارضة التي دعمت ترشيح النائب ميشال معوض فهو ينفتح على كل الخيارات الانقاذية ويؤكد الاستعداد للحوار مع كافة الاطراف للوصول الى رؤية انقاذية مشتركة للبنان.

القدرة على تحقيق خرق في الواقع السياسي؟

لكن السؤال الاهم الذي يواجه مشروع وطن الانسان اليوم : ما هي القدرة على تحقيق خرق جدي في الواقع السياسي؟ وهل يمكن ان ينجح حيث فشل الاخرون من احزاب وقوى سياسية؟ وما هي خريطة العمل التي يمكن اعتمادها اليوم؟.

من خلال اللقاء من اركان المشروع وفي مقدمهم النائب نعمت افرام يمكن التوصل الى الى خلاصة محددة تؤكد الاستعداد للحوار والانفتاح على مختلف الاطراف للبحث في خيارات انقاذية للبلد في ظل فشل مختلف الطروحات واستمرار الازمات المختلفة ، ويؤكد القائمون على المشروع : ان الحوار هو الوسيلة الاساس من اجل البحث في مستقبل لبنان في ظل الخلل الكبير في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحاجة الى عمل دؤوب لبناء مؤسسات الدولة ، وان انتخاب رئيس الجمهورية هو المدخل الاساس لاعادة بناء مؤسسات الدولة .

ويشير النائب إفرام : من خلال اللقاءات والاتصالات التي اجريناها فان المسؤولية الاساس تقع على اللبنانيين وان الدول الخارجية لا يمكن ان تساعدنا اذا لم نساعد انفسنا وعلينا مساعدة انفسنا اولا واعادة بناء الثقة الداخلية انطلاقا من وحدة الوطن والعلاقة الوثيقة التي تربط كل مكوناته.

وعلى ضوء هذه الاجواء ومن خلال حجم العلاقات الجيدة التي تربط اركان مشروع وطن الانسان بكافة الاطراف اللبنانية ، سواء قوى المعارضة او من هم في السلطة اليوم ، يمكن لهذا المشروع ان يشكّل جسر حوار وانقاذ وان يقدّم رؤية متكاملة للحل ، ومن خلال ذلك تحقيق بعض الاختراقات في مسيرة الازمة السياسية.

فهل سنجد مبادرة من مشروع وطن الانسان للحل والانفتاح على كافة الاطراف ؟ ام ستبقى الافكار والاقتراحات التي يقدمها حبسة الاوراق والغرف المغلقة؟

قاسم قصير