العدد 1521 /27-7-2022
قاسم قصير


بمبادرة مشتركة من اللقاء التشاوري لملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار برئاسة العلامة السيد علي فضل الله والمنسقية العامة لشبكة السلم الاهلي برئاسة المحامي عمر زين أطلق يوم الاربعاء في السابع والعشرين من شهر تموز الحالي من دار طائفة الموحدين الدروز في فردان نداء وطني جامع من اجل حماية الثوابت الوطنية ، ويتم اطلاق هذا النداء برعاية ودعم من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى وحضور حشد كبير من الشخصيات الدينية والثقافية والتربوية والاعلامية والمؤسسات الحوارية.

اهمية المبادرة والبنود الاساسية فيها

بداية ماهي اهمية هذه المبادرة ؟ وما هي ابرز النقاط التي ستتضمنها؟

تأتي هذه المبادرة من اللقاء التشاوري المشترك لملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار والمنسقية العامة لشبكة الامانللسلم الاهلي وبدعم ورعاية من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى والعلامة السيد علي فضل الله من ضمن الجهود التي تبذل من اكثر من مؤسسة دينية ومؤسسات حوارية للحفاظ على السلم الاهلي وتخفيف التوترات المذهبية والطائفية، ولمواجهة اجواء التشنج السياسي ولحماية لبنان واللبنانيين من التداعيات الكبيرة للازمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والسياسية ، ويركز القائمون على هذه المبادرة على تأمين اكبر حشد من الشخصيات والمؤسسات لدعم هذا الجهد ومن اجل تشكيل اطار وطني فاعل لدعم الحوار الوطني الداخلي ومنع العودة الى خطاب الحرب الاهلية.

وتتركز النقاط الواردة في النداء الوطني على عدد من القضايا الاساسية ومنها : التأكيد على تشكي حكومة باسرع وقت ومعالجة قضايا الناس المعيشية ومطالب الموظفين والعمال في كافة القطاعات ، الالتزام بمواعيد الاستحقاقات الدستورية وخصوصا انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، دعم الموقف اللبناني الموحد على صعيد الترسيم البحري واستعادة الثروات الوطنية ، التأكيد على الحق بالمقاومة في مواجهة اي عدوان خارجي ، حماية السلم الاهلي ودعم المؤسسات الرسمية ولا سيما الجيش اللبناني والاجهزة الامنية ، التأكيد على الحوار الوطني الداخلي لمتابعة كافة الملفات والقضايا الاشكالية، التعاون مع جميع الجهات المعنية لدعم الحوار الوطني وضرورة عقد قمة روحية تجمع القادة الروحيين من كافة الطوائف.

اي دور للمبادرة وهل تساعد في مواجهة التشنجات ؟

لكن اي دور يمكن ان تقوم به هذه المبادرة الوطنية؟ وهل يمكن ان تساهم في مواجهة التشنجات الطائفية والمذهبية والسياسية؟

هذه المبادرة الوطنية هي استكمال للجهود التي تبذل من اكثر من جهة ومؤسسة حوارية وذلك لفتح افاق الحوار الوطني بين كافة الاطراف اللبنانية ولمنع العودة الى مناخ الحرب الاهلية وللتخفيف من اجواء التشنجات السياسية والمذهبية والطائفية وخصوصا بعد التوترات والسجالات التي تصاعدت مؤخرا.

ويؤكد المشرفون على اطلاق هذه المبادرة : ان هذا النداء الوطني سيكون جزءا من سلسلة مبادرات وطنية لدعم الحوار ورفض خطاب الحرب والتقسيم والفيدرالية ، وان دعم هذه النداء ومشاركة عدد كبير من الشخصيات الوطنية والثقافية والدينية والتربوية والاعلامية سيساعد في تعميم هذه المبادرة وانتشارها وتبني العديد من الجهات لها ، مما يساعد في التخفيف من التوترات والدفع لعقد حوارات وطنية في مختلف المناطق اللبنانية ومواجهة التحديات المختلفة.

لكن ما مدى تأثير هذه المبادرة على ارض الواقع ؟

يدرك المشرفون على هذه المبادرة الصعوبات التي تواجههم اليوم في ظل ازدياد الخطاب الطائفي والسجالات السياسية والاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة في لبنان ، لكن في الوقت نفسه فانهم يؤكدون انه لا خيار امامهم وامام كافة اللبنانيين سوى العمل بكافة الوسائل من اجل مواجهة هذه التشنجات والاجواء السلبية المنتشرة في كافة المناطق ، والاهم ان لا يبقى هذا النداء الوطني ضمن دوائر مغلقة ومحدودة ، وان يتم تعميمه الى كافة المناطق اللبنانية والمؤسسات التربوية وان تتعاون المؤسسات الدينية والسياسية والحزبية والهيئات الثقافية في تبني النداء ونشره والالتزام به.

وبانتظار متابعة ردود الفعل ومدى التجاوب مع هذه المبادرة الوطنية فان مجرد اطلاقها يشكل خطوة ايجابية في الطريق الصحيح والاهم الاستمرار في العمل في كافة الاتجاهات.

قاسم قصير