العدد 1517 /22-6-2022

في موازاة البحث عن تشكيل حكومة جديدة قادرة على معالجة الازمة اللبنانية ، يجري البحث بين العديد من الشخصيات السياسية والفكرية ومؤسسات المجتمع المدني من اجل اطلاق عدة مبادرات وطنية لدعم الحوار بين مختلف الاطراف اللبنانية وللوصول الى رؤية جديدة لانقاذ لبنان من ازماته المختلفة .

بعض هذه المبادرات بدأت قبل الانتخابات النيابية وتوقفت بانتظار ظهور النتائج ، ولكن بعد انتهاء الانتخابات النيابية والنتائج التي افرزتها اعتبرت العديد من الشخصيات السياسية والفكرية والدينية والمؤسسات الحوارية ان الحاجة الى الحوار الوطني اصبحت اكثر من ضرورية ، وانه لا بد من تفعيل الجهود والمبادرات في كل الاتجاهات من اجل بلورة رؤية وطنية انقاذية للبنان واعادة التواصل بين مختلف الاطراف اللبنانية.

فما هي ابرز المبادرات الوطنية من اجل تفعيل الحوار اللبناني ؟ وهل هناك امكانية لبلورة مشروع وطني للانقاذ في المرحلة المقبلة؟

مبادرات وطنية متعددة

بداية ما هي ابرز المبادرات الوطنية الحوارية التي بدأت قبل الانتخابات النيابية ويتم حاليا اعادة تفعيل بعضها؟

من هذه المبادرات الوطنية المشروع الذي طرحه اتحاد اورا وهو يضم عدة مجموعات مسيحية اكاديمية واعلامية تحت عنوان : لبنانيون من اجل الكيان وهو يدعو للحوار حول مختلف القضايا الاشكالية السياسية والدستورية، وقام وفد من الاتحاد بعقد لقاءات مع العديد من الشخصيات والقيام بزيارات للمرجعيات السياسية والدينية.

من جهة اخرى اطلق المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الاسلامية وحوار الاديان بالتعاون مع نادي الشرق لحوار الحضارات مبادرة حوارية حول الدولة المدنية وحماية السلم الاهلي ، كما اقام المجمع مؤتمرا موسعا حول مستقبل النظام اللبناني ، ولا يزال العمل جار من اجل تفعيل هذه الجهود.

كما كانت هناك مبادرات ولقاءات حوارية من قبل العديد من الهيئات الثقافية والحوارية مثل مؤسسة اديان ومنتدى الثقافة والتنمية والحوار واللقاء التشاوري لملتقى الاديان والمنسقية العامة لشبكة الامان للسلم الاهلي ومركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنة والحركة الثقافية في انطلياس وملتقى عطاء بلا حدود ومجموعة حل النزاعات ومركز لقاء في الربوة وجامعة الكسليك والمركز المريمي للحوار وغيرها من المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني ، وكان الهدف منها اطلاق حوارات وطنية والبحث حول مختلف القضايا الاشكالية ، وكما كان للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي عدة مبادرات حول الدعوة للحياد وعقد مؤتمر دولي حول لبنان ، لكن هذه الدعوات لم تلق التجاوب الكافي ولقيت ردود فعل سلبية احيانا.

البحث عن رؤية انقاذية

لكن ماذا بعد الانتخابات النيابية وما هي ابرز المبادرات لاطلاق حوار وطني حقيقي والتوصل لمشروع انقاذي في المرحلة المقبلة؟.

لقد ادت نتائج الانتخابات النيابية وبروز قوى جديدة في البرلمان وعدم وجود قوة سياسية حاسمة او اكثرية واضحة الى اعادة اطلاق وتفعيل المبادرات الوطنية للحوار ، وهناك اتصالات ولقاءات عديدة بين شخصيات فكرية وسياسية في محتلف المناطق اللبنانية للبحث في افاق الوضع اللبناني وتطوره .

كما قام ملتقى عطاء بلا حدود باطلاق مبادرات حوارية مع القوى السياسية والحزبية والمسؤولين اللبنانيين بدأها مع نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ومن المفترض ان تستكمل في المرحلة المقبلة، كما اقام المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الاسلامية لقاء حواريا متنوعا في الضاحية الجنوبية وهو يستعد لاطلاق مبادرة جديدة بالتعاون مع نادي الشرق لحوار الحضارات ، كما عمد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى لتعيين ممثل جديد عنه في اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي – المسيحي وهو الدكتور غازي قانصو والهدف تفعيل دور اللجنة والعلاقات بين المرجعيات الدينية المختلفة.

كما ان هناك نقاشات بين بعض الهيئات والشخصيات الحوارية من اجل عقد لقاءات وطنية والبحث في وضع رؤية جديدة للانقاذ من المتغيرات الداخلية والخارجية، وهناك معلومات صحافية عن وجود توجه جديد لدى البطريرك الماروني لاعادة تفعيل مبادرته حول الحياد الناشط مع اجراء تعديلات حولها .

وبانتظار بلورة رؤية وطنية مشتركة للحوار والانقاذ الوطني لا سبيل امام اللبنانيين سوى البحث المشترك حول مستقبلهم وكيفية انقاذ لبنان من ازماته وعدم انتظار القوى الخارجية للقيام بذلك.

فهل ستنجح هذه المبادرات الوطنية ؟ ام ان الضغوط الداخلية والخارجية ستطيح بها وتدفع الاوضاع نحو المزيد من التأزم والانهيار؟

قاسم قصير