العدد 1437 / 18-11-2020

يزداد إهتمام مراكز الدراسات والتفكير الدولية والاقليمية والعربية بالأوضاع اللبنانية في هذه المرحلة، سواء من خلال اعداد الدراسات والابحاث حول مختلف الملفات اللبنانية ، او عبر إرسال باحثين وموفدين من أجل مواكبة التطورات في لبنان، اوالبحث حول آفاق الوضع في لبنان في المرحلة المقبلة في ظل المخاوف من إنزلاق الاوضاع نحو حرب داخلية او حصول تطورات عسكرية متسارعة في المنطقة ، او عبر القيام بعقد مؤتمرات وندوات موسعة حول مستقبل الوضع في لبنان ومختلف الشؤون اللبنانية بالتعاون مع مؤسسات ومراكز دراسات لبنانية ناشطة وفاعلة في الشأن السياسي والفكري العام.

فماهي الاسباب التي تدفع المؤسسات ومراكز الدراسات الدولية ومراكز البحث والتفكير للاهتمام بالاوضاع اللبنانية اليوم ؟ وما هي الموضوعات والملفات التي يتم التركيز عليها حاليا؟ والى اين تتجه الاوضاع في لبنان وفقا لهذه المراكز والدراسات ؟

أسباب إهتمام المراكز الدولية بلبنان

يشكّل لبنان أحد اهم الدول في المنطقة ، نظرا للتطورات المتسارعة فيه وخصوصا بعد الحراك الشعبي في السابع عشر من شهر تشرين الاول من العام الماضي والتطورات التي حصلت خلال العام الحالي ولا سيما انفجار المرفأ وتداعياته السياسية والاقتصادية، يضاف الى ذلك وجود حزب الله والمقاومة والدور الذي يلعبه الحزب داخليا وخارجيا ، لا سيما امتلاكه للصواريخ الدقيقة وتزايد قدراته العسكرية.

كما ان لبنان هو المدخل للاهتمام بالعديد من الملفات الاقليمية ودور بعض الدول في المنطقة، كالازمة السورية والتطورات في العراق وايران وتركيا، اضافة للدور الاميركي والفرنسي والروسي في لبنان والمنطقة ، وملفات اللاجئين والنازحين والسوريين والقضية الفلسطينية ودور قوى المقاومة في المنطقة.

وقد اختارت مؤسسة كارنيغي الدولية لبنان كمقر اقليمي لها في المنطقة وهي تصدر عشرات الدراسات والابحاث ، اضافة لعقد المؤتمرات والندوات في لبنان حول مختلف القضايا ، كما تقوم عدة مؤسسات المانية واميركية وسويسرية ودانماركية بالتعاون مع مؤسسات لبنانية ( بيت المستقبل ، مركز تموز للدراسات ) بعقد المؤتمرات والانشطة المتنوعة ، فيما تنشط مؤسسة بيرغوف الالمانية بمتابعة ملفات الحوار المتنوعة ، وتتولى مؤسسة اديان بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدولية بالاهتمام بقضايا الحوار والمواطنة والتعددية الدينية، فيما يتعاون منتدى التنمية والثقافة والحوار مع عدد من المؤسسات الدانماركية والدولية بالاهتمام بالسلم الاهلي والحوار ، وللمركز العربي للسياسات ( مقره الاساسي في الدوحة) مركز مهم وناشط في لبنان ، فيما يتابع مركز الجزيرة للدراسات الوضع اللبناني باهتمام ، وتركز عدد من الدراسات الخليجية على الوضع اللبناني ودور حزب الله ، ، اضافة لوجود عشرات مراكز الدراسات اللبنانية والعربية الناشطة في بيروت ويتعاون بعضها مع مؤسسات خارجية ، كما اصبح لبنان احد اهتمامات الاساسية لدى مراكز الدراسات الروسية والصينية والبريطانية والفرنسية والتركية والايرانية والسويسرية، ويزور لبنان بين فترة واخرى العديد من الباحثين الاجانب لمتابعة التطورات في لبنان والمنطقة.

ملفات الاهتمام ومستقبل الاوضاع

لكن ماهي أبرز الموضوعات والملفات التي تركز عليها مراكز الدراسات والتفكير الدولية والعربية؟ والى اين يتجه لبنان في المرحلة المقبلة على ضوء تقارير هذه المراكز؟

تتنوع الموضوعات والملفات التي تركز عليها هذه المراكز والمؤسسات ومنها : دور الجيش اللبناني والاجهزة الامنية وعلاقة هذه المؤسسات بحزب الله والمقاومة، احتمال حصول حرب داخلية ومستقبل الوضع اللبناني على ضوء الدعوات للحياد والتقسيم والفيدرالية، مستقبل النظام السياسي في لبنان وكيفية تطويره بعد كل التطورات الاخيرة، الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والمالية، المخاطر التي تواجهها الدولة ومؤسساتها في المرحلة المقبلة، قضايا النازحين واللاجئين السوريين والفلسطينيين ، التطورات المتسارعة في المنطقة والخوف من حصول حرب عسكرية كبرى وانعكاس كل ذلك على لبنان والمنطقة، دور التنظيمات المتطرفة والتيارات والحركات الاسلامية بمختلف اتجاهاتها، مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ودورها السياسي والاجتماعي ، ملف الانتخابات الرئاسية والنيابية المقبلة.

كل هذه الملفات والموضوعات تقع تحت نظر مراكز الدراسات والتفكير الدولية والاقليمية، ومن يتابع ما تصدره هذه المراكز ومن خلال اللقاء مع الباحثين والعاملين في هذه المؤسسات ، يمكن الاستنتاج ان هناك حالة تخوف كبيرة تسود هذه المؤسسات حول مستقبل لبنان والمخاطر التي قد يتعرض لها في المرحلة المقبلة والتي تصل الى حد الانهيار والحرب والتقسيم.

وتحاول بعض هذه المراكز والمؤسسات تقديم بعض الافكار والاقترحات لانقاذ لبنان او للدفع نحو حوار داخلي للتخفيف من الازمات القائمة والمخاطر المقبلة ، لكن يبدو ان الوضع اللبناني وصل الى مرحلة صعبة ما لم تحصل معجزة داخلية او خارجية ، فهل سينجو لبنان ام اننا ذاهبون الى جهنم كما اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل فترة؟ وكما حذّر مؤخرا وزير المالية الدكتور غازي وزنة، كل المؤشرات توحي بذلك الا اذا حصل تطور كبير يوقف الانهيار.

قاسم قصير