العدد 1489 /1-12-2021

لم تكن نتائج انتخابات نقابة الصيادلة في لبنان، يوم الأحد، مختلفة كثيراً عن نتائج نقابة المحامين التي حسمت قبل أسبوع، إذ حازت لائحة "نقابتي سندي" 5 أعضاء من أصل 10 بمجلس النقابة، وعضوين من أصل 4 بصندوق التقاعد، واستحوذت على المقعدين المخصّصين للمجلس التأديبي، كما فاز مرشّحها، جو سلّوم، بمنصب النقيب.

واللائحة التي تقدّم نفسها باعتبارها مستقلة مدعومة من أحزاب "الكتائب اللبنانية" و"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، ومرشحها الفائز بمنصب النقيب تابع لحزب الكتائب اللبنانية.

أما لائحة "الضمير المهني" المكونة من تحالف "حزب الله" و"حركة أمل" و"تيار المستقبل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، فحازت أربعة أعضاء بمجلس النقابة، وعضواً بصندوق التقاعد، في حين لحقت بمرشّحها لمنصب النقيب زياد نصّور خسارة مدويّة، بعد أن حصد عدداً هزيلاً من الأصوات، علماً أنّه شغل منصب النقيب في السابق مرّتين.

لائحة "الصيادلة ينتفضون" والتي تضمّ صيادلة مستقلّين ومنتمين إلى قوى التغيير، استطاع مرشّحها لمنصب النقيب الفوز بعضويّة مجلس النقابة بفارق أصوات ضئيل، كما حازت مقعدا في صندوق التقاعد، في حين لم يحصل أي من مرشحي لائحة "نحو نقابة مستقلة" على أي مقعد.

وكانت نتائج نقابة المحامين في الشمال لصالح الأحزاب، بينما خسر مرشّحو لائحة "نقابتنا" المنتمون لقوى التغيير المستقلّة في نقابة بيروت، مع فوز مرشّحها للجنة صندوق التقاعد.

وأعلنت "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" في بيان، الأحد، انسحابها من مراقبة انتخابات الصيادلة، اعتراضاً على سوء التنظيم والفوضى العارمة، والضغوط على الناخبين، وحالات الإقتراع خارج المعزل، وخرق مبدأ سرية الاقتراع، وعدم احترام التباعد الاجتماعي.

وانطلقت عملية الاقتراع لنقابة الصيادلة في لبنان، صباح الأحد، وسط مشاركة كثيفة من الصيادلة الذين يحقّ لهم الاقتراع، وعددهم 8000 صيدلي، غير أنّها ترافقت مع فوضى عارمة بعد حصر دخول المقترعين على مدخلٍ واحد، الأمر الذي تسبب في التزاحم ومخالفة الإجراءات الصحية.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لموظّف أمام إحدى محطات الوقود، وهو يوزّع قسائم بنزين على الصيادلة، مرفقة بلائحة "أحزاب السلطة"، وأشار بعض المعلقين إلى أنّ الموظّف يعمل في شركة أدوية تابعة للنقيب السابق غسان الأمين.

وأبدى زياد جمعة، مرشّح لائحة "الصيادلة ينتفضون" لعضويّة مجلس النقابة، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، استياءه من "الفوضى، وسوء التنظيم"، مؤكداً أنّ "المشهد الانتخابي كان معيباً. دائماً عندنا شكوك حول طريقة تعاطي الأحزاب، والأساليب المعتمدة من قبل السلطة، والتي تصبّ جهودها على ضمان اقتراع أعدادٍ كبيرة في ساعات الصباح، وعندما يأتي دور الأصوات المستقلة تبدأ عملية التمييع والمماطلة، ما يسبّب حالة تململ بين الصيادلة، ويؤدّي إلى مغادرتهم من دون اقتراع"، مبدياً أسفه على ما شهدته الانتخابات من "مال انتخابي، وقسائم بنزين. إنه أمر معيب بحقّ الصيادلة".

وكشف الصيدلي حسين داوود، لـ"العربي الجديد"، أنّه "بعد الساعة العاشرة صباحاً، تمّ إغلاق المدخل الثاني، ما تسبّب بالفوضى، فضلاً عن تفشّي الرشوة الانتخابية"، مشدداً على أنّ "معركة الصيدلي الأساسية هي الوصول إلى نقابةٍ تستعيد حقوقه، وتحسّن صورته في المجتمع، وتعمل على توقيع بروتوكولات تلزم الشركات بالتوزيع العادل للأدوية، لضمان وصول الدواء إلى المواطنين".

سارة مطر