العدد 1553 /8-3-2023
قاسم قصير

حسم الرئيس نبيه بري وحزب الله قرارهما باعلان دعمهما العلني لرئيس تيار المردة الاستاذ سليمان فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية ، وبذلك انتهت مرحلة الغموض حول موقفهما المشترك ، وقد ادى ذلك لردود فعل متباينة داخليا وخارجيا بين مؤيد ومعارض لهذا الترشيح .

ففي حين اعلنت عدة قوى سياسية وحزبية وكتل نيابية ( القوات اللبنانية، حزب الكتائب ، كتلة التجدد) الرفض الواضح والحاسم لهذا القرار وهدّدت بعدم المشاركة في جلسات مجلس النواب في حال حصل فرنجية على 65 صوتا ، لم تحسم قوى اخرى موقفها النهائي ( كتلة اللقاء الديمقراطي والتيار الوطني الحر والنواب السنة والمستقلون) ، وان كانت بعضها قد اعلنت سابقا رفضها لهذا الترشيح .

واما على الصعيد الخارجي فالامور غير محسومة بين القبول والاعتراض، ففي حين اشارت بعض المعلومات عدم ممانعة اميركا وفرنسا على ان يكون ذلك ضمن تسوية شاملة ، لمحّت بعض المصادر الى رفض السعوديةلذلك.

فالى اين تتجه الاوضاع بعد هذه المواقف الداخلية والخارجية؟ وهل يمكن ان يصل فرنيجة لرئاسة الجمهورية او هناك خيارات اخرى يجري البحث حولها؟

مرحلة ما بعد دعم ترشيح فرنجية

بداية ماذا عن افاق المرحلة المقبلة بعد الاعلان الواضح عن دعم حركة امل وحزب الله لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؟

لقد ادى هذا الاعلان الصريح والواضح الى ردود فعل متباينة داخليا خصوصا ان مواقف الرئيس نبيه بري تضمنت هجوما على مرشح المعارضة ميشال معوض ووضع شرط تعديل الدستور لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون .

وقد شهدنا ردود فعل قاسية وقوية من معظم قوى المعارضة ( حزب الكتائب ، القوات اللبنانية ، النائب ميشال معوض ، النائب اللواء اشرف ريفي ) وهدد هؤلاء بعدم النزول الى مجلس النواب في حال ضمنت الحزب والحركة نجاح فرنجية ، اضافة الى تهديدات بتغيير النظام واتخاذ خطوات اعتراضية ، في حين رفض الرئيس فؤاد السنيورة اي مشروع تسوية يجمع بين مرشح مدعوم من حركة امل وحزب الله لرئاسة الجمهورية ومرشح مدعوم من المعارضة لرئاسة الحكومة.

واما بقية القوى فلم تحسم مواقفها ، وان كان الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر ونواب التغيير قد عارضوا سابقا وصول فرنجية وكان لهم مواقف متباينة من معركة رئاسة الجمهورية.

وعلى الصعيد الخارجي فقد اشارت بعض المعلومات الى عدم ممانعة اميركا وفرنسا لوصول فرنجية وان فرنسا تسعى لتسوية شاملة تجمع بين ملفي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، في حين لم تعلن السعودية موقفا حاسما مع ان هناك معلومات تشير لدعمها لقائد الجيش العماد جوزيف عون .

ومن خلال هذه الاجواء فان الايام المقبلة ستكون حافلة بردود الفعل بين مؤيد ومعارض بانتظار حسم المواقف والخيارات النهائية من قبل قوى المعارضة والقوى الوسطية.

بين الداخل والتسويات الخارجية

لكن كيف ستحسم الامور في المرحلة المقبلة؟ وهل سنكون امام حوار داخلي للتوافق على رؤية مشتركة؟ او ان التسويات الخارجية قد تساعد على حسم الامور؟

من خلال المعطيات المتوفرة وبعض المواقف العلنية يبدو ان خيار الحوار الداخلي للوصول الى تسوية ما او لتغيير المواقف لن يكون سهلا ، بل اننا نشهد تصعيدا في المواقف وتهديدات متبادلة وهناك مخاوف من انزلاق الاوضاع الى المزيد من التدهور والتوترات الامنية والسجالات السياسية والاعلامية، مما يعني المزيد من تأزم الاوضاع الداخلية وتأخر انتخاب رئيس للجمهورية.

واما على الصعيد الخارجي فتشير بعض المصادر المطلعة الى وجود اتصالات ولقاءات بهدف البحث عن مخارج للازمة في اطار تسوية شاملة لكل ملفات المنطقة ومنها لبنان واليمن وسوريا ، لكن من غير الواضح مدى امكانية الوصول الى نتائج عملية وسريعة في ظل مخاوف جدية من تدهور الاوضاع الامنية والعسكرية واحتمال تحول ذلك الى مواجهة شاملة في المنطقة .

كل هذه الاجواء تؤكد اننا ذاهبون الى مرحلة صعبة وان الامور لن تحسم سريعا وان حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليست كبيرة الا اذا حصلت تطورات داخلية او خارجية تغير المعادلات وتفتح الباب امام الحلول الشاملة.

قاسم قصير