منذ أيام، وتحديداً السبت الماضي، وبلدية صيدا لم تتسلم أي حصة من المازوت من منشآت الزهراني كما تجري العادة كل اثنين وخميس، وبالتالي لم تسلم المستشفيات ولا الأفران ولا اصحاب المولدات الخاصة وحتى المؤسسات والمعامل اي كمية، ولم تُجدِ نداءات الاستغاثة في تلبية احتياجاتها، فيما تسود السوق فوضى مقصودة، اذ تمتنع الشركات عن التسليم بالسعر الرسمي، ويعلن بعضها ان المادة متوفرة على سعر السوق السوداء وبالدولار الاميركي بما يوازي 11 دولاراً من دون النقل. 
فقدان المازوت فتح الباب على تساؤلات كبيرة حول حقوق المدينة المهدورة، اذ لا يختلف اثنان فيها على ان ثمة تقصيراً وحرماناً، رغم توافق القوى السياسية على المطالبة بحقوقها او ضرورة نيل حصتها من الخدمات التي تبدأ بالكهرباء ولا تنتهي بالمازوت.
غير ان المسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود يقول لـ"نداء الوطن": "إن توافق القوى غير كاف، لا بد من تلاقيها جميعها لتعلن موقفاً موحداً وقوياً مما يجري ولديها الكثير من ادوات الضغط لتفرض ما تريد، صيدا مدينة مفجوعة وابناؤها يعانون، وهي مثل اليتيمة".
وأضاف: "على من يتولّون الموقع الرسمي تقع مسؤولية المطالبة بنيل حقوقها الطبيعية أسوة بباقي المناطق، فهي جزء من الوطن وتعيش ازماته، وبالتالي يجب العمل على منع التمييز في التعامل معها وكأنها تستجدي حقوقها المهدورة"، مؤكداً ان "الجماعة" لم تقصر بجهودها في تخفيف المعاناة وفق طاقاتها وقدراتها وامكانياتها، ومصلحة المدينة فوق كل اعتبار حزبي وشخصي وانتخابي، ولا يستطيع اي طرف، مهما كان، ان يختصرها لوحده، لذلك اهمية التلاقي والخروج بموقف موحد قوي يحقق التوازن المطلوب في ظل الازمات المعيشية والاقتصادية والخدماتية الخانقة".
وأوضح ان "المنصة التي اطلقتها بلدية صيدا لتنظيم عملية تعبئة البنزين، كنا من الداعين والداعمين لها لانصاف أبنائها بعدما عانوا من الفلتان والضغط من خارج المدينة وتخصيص محطات لأهل المدينة أسوة بكل المناطق مع الابقاء على محطات أخرى للعموم، وقدمنا من خلال مهندسين ومبرمجين من "الجماعة" هذا المشروع ولم نأت على ذكره خدمة لابناء المدينة علماً انه مجاناً ومن دون اي تكلفة، لذلك حاول البعض تشويه الصورة وربطه بحسابات سياسية وانتخابية وهو غير صحيح على الاطلاق".
واضاف: "لقد فوجئنا بعملية القرصنة والموضوع عند القوى الامنية لتحديد هوية الفاعل وهدفه وما اذا كان هناك جهات حريصة على تفشيل برنامج البلدية، والمطلوب تعاون المحطات مع البلدية من اجل انجاح العملية، وعلى القوى الامنية القيام بدورها لاننا نشعر ان هناك تخلياً غير مبرر وهو أمر مرفوض، ونحن حريصون على عدم الوصول الى مرحلة الامن الذاتي وينزل كل واحد يؤمّن محطة في حيه او منطقته، اي على القوى الأمنية تأمين الامن والاستقرار وليس ادارة المحطات".