رأى رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أن ملف تشكيل الحكومة يواجه عقبات متعددة، أهمها إصرار البعض على وضع لبنان في محور خارجي مما يربط جميع الاستحققات بهذا المحور ويستدعي أن يكون تشكيل الحكومة جزءاً من مخرجات التفاوض الإقليمي الإقليمي، أو الإقليمي الدولي. والعقبة الثانية هي احتدام الانتخابات الرئاسية وتحوّل المرشح الأوفر حظاً إلى الأقل حظاً بسبب سوء أدائه السياسي مما دفعه إلى اللجوء إلى صناعة سلسلة أزمات للابتزاز السياسي، وقال الحوت "إنه لا يرى حلاً لهذه العقبات سوى أن يقوم المواطنون من كل الفئات بالضغط على الأحزاب السياسية للتوقف عن هذه المهاترات والتوجه إلى تشكيل حكومة اختصاصيين وأن يصر الرئيس الملكف على الالتزام بالقواعد الدستورية للتكليف وعدم الرضوخ للابتزاز".

واستبعد الحوت أن يكون لزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان القدرة على إنعاش المبادرة الفرنسية لعدة أسباب، أولها أن التأثير الفرنسي تراجع بعد انطلاق التفاوض الأمريكي الإيراني مشيراً إلى أن زيارة لودريان تأتي في إطار محاولة التأكيد على حضور الدور الفرنسي رغم تراجعه، والى عدم ترك الفراغ الكامل للدخول الروسي إلى لبنان من بوابة تشكيل الحكومة، معبراً عن خشيته من أن تكون الزيارة في إطار البحث عن أية تسوية ولو على حساب الإصلاح الحقيقي ومصلحة المواطن نظراً لحاجة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لأي إنجاز قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

على صعيد آخر، قال الحوت "إن السلطة الحالية بعد أن تركت الناس لمصيرهم، قامت بتحويلهم إلى ملف للتسول عليه من هذه الدولة أو تلك لتأمين الدعم لهم"، وعبّر عن خشيته من أن يكون هدف بازار البطاقة التمويلية التحضير لرشوة انتخابية جديدة على غرار سلسلة الرتب والرواتب عام 2017، مشدداً على أن السلطة الحاكمة اليوم باستطاعتها إيجاد حلول لترشيد الدعم بشكل سريع، واتخاذ إجراءات باتجاه الحدود اللبنانية وإيقاف النزيف الحاصل من خلال التهريب الحاصل لدعم النظام السوري على حساب أموال اللبنانيين ومعيشتهم، محذراً من حدوث إرباكات أمنية نتيجة ضغط الواقع المعيشي على المواطن اللبناني.