توجه رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية النائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ "إذاعة الفجر"، بالتعازي والمواساة لضحايا انفجار عكار، واعتبر أن المسؤول عن ما حصل واحد وهو الطبقة السياسية التي امتهنت السمسرات والمتاجرة بدماء الناس واحتياجاتها، وقال "ما حصل اليوم في عكار هو نموذج لما يمكن أن يتكرر في كل منطقة من مناطق لبنان، نتيجة سوء الأداء الذي مارسته السلطة وأطرافها، دون تمييز بين طرف وآخر لأنهم جميعاً شركاء في المحاصصة"، وأضاف "هم دفعوا البلاد إلى أزمة اقتصادية خانقة وغطّوا التهريب للمواد الغذائية و المحروقات إلى الخارج وتخزين المواد للاستفادة من ارتفاع الأسعار وبالتالي فإنّ الطبقة السياسية هي المسؤولة عن ما حصل في عكار وعن الأزمة التي نتجت عنها جريمة عكار".

ورأى الحوت أن موضوع رفع الدعم قديم جديد ومطروح منذ أكثر من سنة، وكان من واجب أهل السلطة وضع خطة واضحة للتعامل مع هذا الملف والحدّ من الآثار السلبية لرفعه، من خلال وقف التهريب وإقفال المعابر غير الشرعية وتأمين المساعدة والخدمات للطبقة الضعيفة، مشدداً على ضرورة تأجيل رفع الدعم إلى حين تشكيل حكومة قادرة على تأمين خطة واضحة واجراءات مساعدة.

واعتبر الحوت أن خطر الدخول بفوضى شاملة هو خطر حقيقي وموجود وممكن أن يتسبب به أكثر من طرف وليس فقط الجائعين من المواطنين، فعصابات التهريب قد تدفع ببعض المأجورين الى القيام بحالة من الفوضى تتيح لهم سهولة التحرك وحرية الاستمرار بعملية التهريب، ودعا المواطنين إلى الوعي والتركيز على المطالب المحقة وعدم الانجرار إلى الفوضى والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة .

على الصعيد الحكومي، قال الحوت "من المعيب بعد حادثة عكار أن نرى أداء تشكيل الحكومة إعتيادي وكأننا نعيش في حالة من الرخاء والاسترخاء"، موضحاً أنّ هناك أطرافاً تقوم بنوع من المماطلة في تشكيل الحكومة لأسبابٍ متعددة، إما حتى تنتهي الإجراءات غير الشعبية لرفع الدعم قبل تشكيل الحكومة فلا تتحمل الحكومة القادمة وزر هذا الموضوع شعبياً، وإما انتظاراً لنتائج التطورات الإقليمية والدولية وانعكاسها على لبنان وتوظيف تشكيل الحكومة في هذا الإطار.