العدد 1363 / 22-5-2019

تونس ــ بسمة بركات

استهدفت شركة إسرائيلية انتخابات دول أفريقية بما فيها تونس، وذلك عبر حسابات وصفحات ومجموعات وهمية للتأثير على انتخابات الدول التي تستهدفها، محاولة بث أخبار ومواد سياسية بهويات وهمية.

وبين المحلل السياسي المختص في الشأن الدولي، علي اللافي أن أفريقيا تعتبر قارة المستقبل وكل القوى الكبرى تعمل على الحضور على امتداد السنوات المقبلة فيها، مبينا أن هذا ما يفسر الاستهداف المستقبلي لدول أفريقية.

ولاحظ أن ليبيا مستهدفة وعزا الأزمة فيها لكونها تمثل أفضل المعابر للمرور إلى أفريقيا إلى جانب ثرواتها المهمة، مضيفا أن إسرائيل واعية بقدرة الحروب السبرانية وتوظيف التكنولوجيا لتغيير أنظمة أو إسقاط أخرى مثلما حصل 2011 وساهم في أحداث السودان وفي أحداث الجزائر حاليا. وأشار إلى أن التأثير على الانتخابات يتم من خلال التأثير على الناخب بتشكل أغلبية بتوجه معين، وفي تونس توجد قوى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هي حليف لقوى قريبة من إسرائيل، وبالتالي الانتخابات القادمة ستكون الحرب الإلكترونية مؤثرة فيها من خلال نشر الأخبار والفيديوهات التي تشوش الرأي العام.

وتابع أن إسرائيل قادرة على توجيه الناخبين والتأثير عليهم نظرا لقدرتها على الاختراق، سواء عندما كان الاختراق مباشر عبر جهاز الاستخبارات "الموساد" أو بطرق غير مباشرة من خلال حروب إلكترونية لاختراق الدول.

وأوضح أن ما تم الكشف عنه من معطيات هو جزء لما كان يدار من سنوات طوال من طرف إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا الاختراق يقوم بوضع حليف مباشر أو غير مباشر لإسرائيل في الدول التي لديها انتخابات بمحاولة توجيه الناخبين وبث الأخبار والمعطيات الزائفة للحصول على الأصوات وتوجيهها في اتجاه معين، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها دول حليفة والثورة المضادة تقوم أيضا على توجيه الناخبين.

وقال رئيس حزب "الوفاء"، عبد الرؤوف العيادي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن التشويش على الانتخابات التونسية وراءه أجندات تقوم بها أطراف دولية لا ترغب في أن تتم الانتخابات خاصة أن الوضع الإقليمي غير مستقر، مضيفا أن الانتقال الديمقراطي لم يحقق الأهداف المرجوة وهناك مخاوف من انفلات الأمور من القوى النافذة.

يشار إلى أن "فيسبوك" حدد مجموعة "أرخميدس" الإسرائيلية كمصدر لبعض الأنشطة وقال رئيس سياسة الأمن الإلكتروني في "فيسبوك"، ناثانيل غليشر، في مؤتمر صحافي إن هذه المؤسسة وجميع الشركات التابعة لها محظورة الآن من "فيسبوك". وذكر "فيسبوك" أن المجموعة الإسرائيلية أنفقت أكثر من 800 ألف دولار على إعلانات وحسابات في منصة "فيسبوك" وأن لديها 161 حسابا على "فيسبوك" وأربعة حسابات على "أنستغرام". ويتابع نحو 2.8 مليون حساب صفحة أو أكثر من هذه الصفحات.