العدد 1437 / 18-11-2020

أصبح فريق مؤلف من زوجين ألمانيين من أصول تركية في مقدمة سباق طرح لقاح مضاد لفيروس كورونا، وهو ما سيكون بالطبع إنجازاً غير عادي.

فالرجل التركي المولد أوغر شاهين (55 عاما) هو المدير التنفيذي لشركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتيك. وقد قام بتأسيسها مع زوجته وزميلته في مجلس الإدارة أوزلم (53 عاما) وأستاذه السابق البروفيسور كريستوف هوبر وهو خبير نمساوي في مرض السرطان.

ما هي الطفرة التي يمثلها اللقاح؟

أعلنت شركة بيونتيك وشريكتها الأمريكية فايزر عن أن لقاحهما يمكنه أن يحمي أكثر من 90 % من الناس من الإصابة بكوفيد-19، وفقاً للنتائج الأولية لتجارب المرحلة الثالثة.

ويعد هذا اللقاح واحداً من بين 11 لقاحاً يخضع للمراحل النهائية من التجارب في مختلف أنحاء العالم، والتي تجريها شركات أدوية ومختبرات أخرى منافسة.

ولم يشهد العالم سابقاً تقدماً بهذه السرعة باتجاه تطوير لقاح، إذ أن الأبحاث والتجارب تستغرق عادة سبع أو ثماني سنوات.

وقد حصل فريق كوفيد في شركة بيونتيك على لقب "مشروع سرعة الضوء".

كيف سيعمل؟

البروفيسور شاهين والدكتورة توراجي خبيران في العلاج المناعي. وقد تركزت جهودهما في السابق على مرضى السرطان، إذ استخدما جزيئات الحمض النووي الريبي RNA لتحفيز انتاج بروتينات معينة في الخلايا، والتي يمكن استخدامها حينئذ في تدريب الجهاز المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية.

وقد تبين للبروفيسور شاهين أن الدور الذي يقوم به الحمض النووي الريبي في إرسال التعليمات الجينية للخلايا يمكن أن يتم تعديله بحيث يستخدم في مكافحة فيروس كورونا.

وتقوم الفكرة على خداع الجهاز المناعي ببروتينات فيروسية، بحيث يمكن بعد ذلك للأجسام المضادة أن تهاجم الفيروس.

وحين وردت الأنباء بشأن مقدار حدة تفشي فيروس كورونا في كانون الثاني الماضي بناء على بيانات من بؤرة التفشي في ووهان بالصين، كانت شركة بيونتيك في وضع جيد، إذ كانت قد بدأت تعاوناً مع شركة فايزر عام 2018 من أجل تطوير لقاحات مضادة للانفلونزا تعتمد على الحمض النووي الريبي.

وأفادت شركة بيونتيك يوم الاثنين بأن نسبة فعالية اللقاح التي تتجاوز 90% قد تم الوصول إليها بعد أسبوع من تلقي الجرعة الثانية منه. ويمكن تحقيق الحماية من الفيروس بعد 28 يوماً من الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح. ومن بين 43.538 مشاركاً في التجربة تأكدت إصابة 94 شخصاً بكوفيد-19.