العدد 1461 /12-5-2021

نظمت العديد من الاحتجاجات في عدد من الدول العربية والإسلامية، يوم الثلاثاء، تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، وتضامنا مع الفلسطينيين والمقاومة.

وشارك سياسيون وفاعلون تونسيون من منظمات محلية ودولية، اليوم الثلاثاء، في وقفة بساحة القصبة، وسط العاصمة، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وللتنديد بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

وانتظمت الوقفة التي رفعت فيها الرايات الفلسطينية رغم قرار الحكومة الحظر الشامل ومنع أي تظاهرات، وأكد المشاركون فيها أنه لا يمكن السكوت عن الجرائم المرتكبة والمجازر الحاصلة في فلسطين وفي القدس.

وأكد القيادي بـ"الجبهة الشعبية" حمة الهمامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المشاركة في الوقفة تأتي "لمساندة الشعب الفلسطيني والمقاومة الجديدة التي تتصدى للكيان الصهيوني، وللتنديد بالتطبيع الذي يقوم به بعض الأنظمة من خيانة وعمالة".

وأوضح الهمامي أن "القضية الفلسطينية ستبقى صامدة إلى حين تحرير فلسطين"، مشيرا إلى أن "الموقف التونسي شبيه بالموقف العام من كل القضايا العادلة، ولكنه لا يزال دون المأمول وباهتا، فرغم الشعارات الرافضة للتطبيع والمساندة للقضية الفلسطينية، إلا أن السلطات الرسمية شبه غائبة، في الوقت الذي يجب أن تكون هناك وقفة حازمة وتجريم واضح للتطبيع".

وأشار إلى أن "الجبهة الشعبية سبق أن تقدمت بمبادرة في هذا الصدد، ولكن هناك من وقف ضدها خوفا من الأنظمة القوية، كأميركا مثلا، لكن الشعب التونسي والقوى الحية ستأخذ على عاتقها مساندة الشعب الفلسطيني".

بدوره، أكد الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الرسالة الأساسية من هذه الوقفة، التي تنتظم اليوم من قبل سياسيين ومنظمات وطنية، هي للتنديد بما يحصل من اعتداءات إجرامية على الأراضي المحتلة والقدس الشريف"، مبينا أن هذه الوقفة هي لتجديد المساندة للشعب الفلسطيني الصامد والوقوف معه.

وأضاف أن "الرسالة الثانية تتعلق بالداخل التونسي، وأن يكف بعض الجهات السياسية المؤثرة في الساحة عن الحديث عن التطبيع، طالما أنها لا تتفاعل إيجابيا مع مشروع قانون يجرم التطبيع الموجود منذ سنوات في مجلس نواب الشعب، وحان الوقت لتفعيله".

ولفت إلى أن "مقاومة الصهيونية يجب أن تبتعد عن الشعارات نحو الممارسة، من خلال إجراءات عملية واقتصادية واجتماعية ودبلوماسية، ومن خلال مثل هذه التحركات".

في غضون ذلك، قالت الناشطة بالمجتمع المدني ونائبة رئيس اللجنة التونسية للتضامن والسلم وعضو اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني سناء جاء بالله إن "وقفة اليوم لمساندة انتفاضة الأقصى، وهي ضد طغيان الاحتلال الصهيوني الغاشم، الذي يحاول أن يستفز الفلسطينيين في أرضهم وكيانهم، لكن الفلسطينيين، وكما عودونا دائما، يذودون عن الأرض والعرض".

وأفادت جاء بالله بأن الناشطين "فداء لشباب القدس بالأرواح في ظل تخاذل العديد من الأنظمة والقيادات العربية"، مؤكدة أن هناك شعبا أعزل يواجه الكيان بمفرده، وفلسطين لا بديل عنها، وسيكونون، كمجتمع مدني، معها بالكلمة والتحشيد.

وترى الأسيرة الفلسطينية المحررة ميسر عطيانة، في تصريح لها، أن "الرسالة اليوم من تونس الأبية التي احتضنت الشعب الفلسطيني وامتزجت الدماء التونسية والفلسطينية سابقا، فتونس هي صوت المناضل اليساري شكري بلعيد، الذي رفع شعار أن البوصلة التي لا تشير إلى القدس تتوه". وفيما شددت على أن البوصلة اليوم هي نحو القدس ونحو فلسطين، أكدت عطيانة أن حي الشيخ جراح يهدد اليوم بالتطهير العرقي وتشريد العائلات.

ولفتت إلى أن "الأرض الفلسطينية لا تلزمها أوراق ملكية، لأنها أرض الفلسطينيين ولا تحتاج قاضيا صهيونيا لتأكيد ذلك، والشعب التونسي يساند الشعب الفلسطيني الذي يقاوم المحتل ولن يركع ولن يهزم أبدا".

لليوم الثالث على التوالي، جدد مئات الأردنيين اعتصامهم في ساحة جامع الكالوتي قرب السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية، غربي العاصمة عمّان، وذلك تنديدا بالاعتداءات التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في القدس وقطاع غزة.

وطالب المشاركون الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي إيتان سوركيس من عمّان، وسحب السفير الأردني غسان الجمالي من تل أبيب، وإلغاء اتفاقية "وادي عربة" للسلام، وكذا اتفاقية الغاز.

وأشاروا إلى أن اتفاقية الغاز تعتبر دعما لاقتصاد العدو الصهيوني الذي يستهدف ويقتل أبناء الشعب الفلسطيني، معبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وصموده أمام الاعتداءات الإسرائيلية ورفضهم لتلك الاعتداءات.

ووجّه المشاركون التحية للمقاومة الفلسطينية، مؤكدين أنها هي السبيل الوحيد لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأراضي الفلسطينية.

وفي سياق متصل، نفّذ مواطنون في محافظة إربد اعتصاما أمام مبنى المحافظة، بعد صلاة عصر الثلاثاء، وذلك تضامنا مع أهالي مدينة القدس وقطاع غزة وكافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وندد المشاركون بالصمت العربي على ما يجري في فلسطين، والاقتحامات للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين ومحاولة ترحيل أبناء حي الشيخ جراح.

نازحون سوريون يتضامنون مع الفلسطينيين والقدس

نظّم نازحون في مخيم أهل التح بريف إدلب، يوم أمس الاثنين، وقفة تضامنية مع الفلسطينيين، عبروا خلالها عن دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية، والوقوف بوجه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وفظائعه التي ترتكب بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة، وغيرهما من المناطق الفلسطينية.

وقال مدير المخيم عبد السلام يوسف في حديث مع "العربي الجديد": "بخصوص الوقفة الاحتجاجية التي تمت في مخيم التح ضد عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين المحتلة والقدس الشريف، هي ناجمة عن حسّ ثوري وشعور الناس بمعاناة أهلنا هناك". وأضاف "انتفض جميع سكان التح من جميع الفئات العمرية لكي يوصلوا رسالة إلى العالم أجمع أن ممارسات الاحتلال والانتهاكات التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني تجرى على مرأى العالم أجمع دون تحريك ساكن".

وبادر السوريون للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني من خلال الوقفات الاحتجاجية التي حصلت أيضا أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول وغيرها من الوقفات الاحتجاجية التي جرت في تركيا.

المدرس خالد عليان، وهو نازح أيضا، عبر لـ"العربي الجديد" عن وحدة الحال بين النازحين السوريين والمهجرين الفلسطينيين، حيث قال: "الحق حق، والقدس للفلسطينيين، وحق العودة للشعب الفلسطيني يجب أن يبقى من الحقوق المصانة دائما، ونحن كذلك كسوريين نعبر عن تضامنا ووقوفنا إلى جانب الأشقاء والأهل في فلسطين، فنحن مثلهم لنا حق العودة وحق الحياة الآمنة في منازلنا بعيدا عن الظلم والقهر والاضطهاد".

وأضاف عليان "ما يجري من جرائم وفظائع بحق أشقائنا في قطاع غزة وما يجري من انتهاك لحرمة القدس، وهي أم السلام وقبلة الديانات السماوية، هو عار على كل من يدعي الوقوف مع الحرية وصون المقدسات ويصمت عن هذه الممارسات والجرائم".

وأردف بالقول "نرجو دائما أن ينعم أشقاؤنا وأهلنا في فلسطين المحتلة بالأمان والراحة، لكن هذا الأمر لن يتحقق إلا بعودة المهجرين قسرا لمنازلهم وزوال الظلم عن قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، بزوال الاحتلال الغاشم عنهم".

أما عامر حمزة (32 عاما) النازح من ريف حمص الشمالي، فأوضح لـ"العربي الجديد" أن الألم ذاته بالنسبة للفلسطينيين والسوريين النازحين والمهجرين، وقال: "لا يمكن لأي إنسان السكوت عن الظلم، وألم التهجير والإجبار على مغادرة المنزل لا يدركه إلا من عاشه في الحقيقة، لذلك مهما حدث نحن نتضامن مع الأشقاء في فلسطين ونعبر عن رفضنا للظلم الذي يتعرضون له، فالجرح واحد والألم واحد".