العدد 1530 /28-9-2022

خرجت -يوم الجمعة- في إيران مظاهرات مؤيدة للنظام الحاكم ردا على الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع عقب وفاة فتاة تعرضت للاحتجاز في مركز أمني بطهران. وفي حين وجه الجيش تحذيرا قويا للمحتجين، تم الكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والمعتقلين.

فقد شارك الآلاف في مظاهرات خرجت في طهران ومحافظات أخرى تندد بما وصفتها بأعمال شغب شهدتها الاحتجاجات الأخيرة، وتطالب بإعدام مرتكبيها. وردد المتظاهرون شعارات داعمة للنظام ومنددة بمن يقف وراء هذه الأعمال، ودعوا لعدم المشاركة في تلك الاحتجاجات مؤكدين استعدادهم للدفاع عن النظام.

وفي تصريحات أدلى بها بعيد عودته إلى طهران عقب مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن المظاهرات المؤيدة للحكومة تظهر قوة الجمهورية الإسلامية.

من جهته، قال خطيب الجمعة في طهران أحمد خاتمي إن النظام خط أحمر، وأضاف أنه لن يتم التساهل مع أي طرف يستهدفه، مشيرا إلى أن من وصفهم بالأعداء كانوا يخططون منذ مدة لاستهداف أمن إيران واستقرارها، على حد قوله.

وكان المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية -المكلف بتنظيم التظاهرات الرسمية في إيران- هو من دعا إلى مظاهرات "داعمة للحجاب".

زئير وحماسة

ووصف مجلس تنسيق التنمية المحتجين بأنهم "المرتزقة"، كما وصفت وسائل إعلام محلية المظاهرات الموالية للنظام -التي خرجت اليوم- بأنها "زئير حماسة الشعب ضد مثيري الشغب".

وكانت الاحتجاجات قد اندلعت الجمعة الماضية عقب وفاة مهسا أميني (22 عاما) المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غربي البلاد) بمستشفى في العاصمة بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل ما تسمى "دوريات الإرشاد" (شرطة الأخلاق) بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم. وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها خلال احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة. وتركزت الاحتجاجات، وهي الأكبر منذ احتجاجات عام 2019 التي قتل فيها 1500 شخص وفق إحصاء لوكالة رويترز، بالمناطق الشمالية الغربية التي تضم محافظة كردستان، ولكنها امتدت أيضا إلى طهران ومدينتي مشهد وقزوين ونحو 50 مدينة وبلدة أخرى في أنحاء البلاد.

الجيش يحذر

وكان الحرس الثوري قد وصف ما يجري في البلاد بأنه مؤامرة، ودعا السلطة القضائية إلى الكشف عمن سماهم مروجي الشائعات والأكاذيب وكل من يعرض المجتمع للخطر. كما أصدرت وزارة الاستخبارات بيانا تحذر فيه من المشاركة في احتجاجات وصفتها بغير القانونية، وقالت إنه بسبب استغلال معارضي الثورة لهذه الاحتجاجات فإن من يشارك فيها سيتعرض للمتابعة القضائية. وفي نفس الإطار، طالب رئيس السلطة القضائية محسن إيجيي المدعين العامين والمسؤولين القضائيين بالتعامل بصرامة مع من سماهم مثيري الشغب في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، ومواجهة مروجي الشائعات. ومن نيويورك، أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس أن السلطات ستفتح تحقيقا في وفاة الشابة أميني، محذرا في الوقت نفسه من "الفوضى غير المقبولة".

تواصل الاحتجاجات

وكانت مصادر رسمية تحدث عن تعرض أفراد من قوات التعبئة (الباسيج) والشرطة لهجمات بالأسلحة النارية والبيضاء، كما أفادت تقارير بحرق مراكز وعربات للشرطة. وأفادت وسائل الإعلام المحلية باعتقال نحو 300 شخص حتى الآن، وأن الاعتقالات شملت ناشطين بارزين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، قال عمدة طهران إن الاحتجاجات تسببت في تخريب عدد من الحافلات وسيارات الإطفاء.

ولا تزال خدمات الإنترنت والاتصالات شبه مقطوعة بالكامل منذ يومين، وعزت وكالة فارس للأنباء هذا الإجراء لما قالت إنها "أعمال نفذها مناهضو الثورة ضد الأمن القومي عبر شبكات التواصل".

وفي المواقف الدولية، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا تضامنهما مع المحتجين في إيران.