العدد 1482 /13-10-2021

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس يوم الثلاثاء إن "مناقشات مثمرة" جرت بين الولايات المتحدة وطالبان حول قضية المساعدات الإنسانية لأفغانستان، خلال اجتماعات عقدت في قطر مطلع الأسبوع، ووصف المحادثات بأنها "إيجابية إلى حد كبير".

وناقش المسؤولون وصول المساعدات الإنسانية، خلال اجتماعات استمرت يومين بين ممثلي طالبان ومسؤولين أميركيين، من بينهم مسؤولون في المخابرات والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وقال برايس إن المحادثات ركزت على الأمن والمخاوف المتعلقة بالإرهاب وتوفير ممر آمن للمواطنين الأجانب والحلفاء الأفغان للولايات المتحدة لمغادرة البلاد، وكذلك حقوق الإنسان.

وأضاف برايس أن "الوفد أوضح، مثلما نفعل باستمرار، أن الحكم على طالبان في نهاية المطاف لا يعتمد فقط على أقوالها وإنما يعتمد فقط على أفعالها".

وقال برايس إن اجتماعا آخر عُقد أمس الثلاثاء مع ممثلين من طالبان شارك فيه مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إلى جانب مسؤولين أميركيين.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن اجتماعا موسعا عقد أمس في العاصمة القطرية، جمع وفود الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، ووفد الحكومة الأفغانية المؤقتة، هو الأول بين هذه الأطراف منذ سيطرة طالبان على أفغانستان.

وأعلنت قطر أن هذه المحادثات خلصت إلى مخرجات إيجابية وبناءة، مشيرة إلى أن الجانبين اتفقا على استمرار التواصل بينهما في الفترة المقبلة.

ومنذ سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس/ آب، جمدت واشنطن المساعدات الثنائية لأفغانستان، لكنها تقول إنها لا تزال تقدم المساعدة من خلال جماعات غير حكومية. وهناك دعوات لإتاحة الاحتياطيات الحكومية المحتجزة في الولايات المتحدة للحكومة الجديدة بقيادة طالبان، لتخفيف الأزمة الإنسانية المتزايدة.

وكان وزير الخارجية في حكومة طالبان أمير خان متقي أكد أن بلاده تريد "علاقات إيجابية مع كل العالم. ونؤمن بعلاقات دولية متوازنة. نعتقد أن العلاقات المتوازنة من الممكن أن تنقذ أفغانستان من عدم الاستقرار".

وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات، لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها.

في غضون ذلك، قال قادة مجموعة الـ20 أمس الثلاثاء إنهم ملتزمون بتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني مع التركيز على محاربة الإرهاب، وأعلنت المفوضية الأوروبية تخصيصا لأفغانستان بقيمة 1.2 مليار دولار.

وذكر البيت الأبيض -في بيان له- أن قادة مجموعة الـ20 جددوا التزامهم الجماعي بتقديم المساعدة الإنسانية مباشرة إلى الشعب الأفغاني عن طريق المنظمات الدولية المستقلة، وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية، بما فيها النساء والفتيات والأقليات.

وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ناقش مع قادة الـ20، خلال الاجتماع الاستثنائي الذي أقيم عن بعد واستضافته إيطاليا، الحاجة الماسة إلى الحفاظ على الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك ضمان المرور الآمن للرعايا الأجانب والشركاء الأفغان الذين يسعون لمغادرة أفغانستان.

واقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -خلال مشاركته في قمة الـ20- تشكيل مجموعة عمل من أجل أفغانستان ضمن بنية مجموعة الـ20، وأعرب عن رغبة بلاده في ترؤس المجموعة. وأضاف أردوغان أن بلاده لا يمكنها تحمل موجات جديدة من اللاجئين الأفغان.

من جانبه، دعا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قادة مجموعة الـ20 إلى انتهاج مقاربة عملية تجاه المسألة الأفغانية، كما دعا أمير دولة قطر إلى اتخاذ موقف دولي موحد والوصول إلى خارطة طريق لمسؤوليات وواجبات الحكومة الأفغانية المؤقتة.

وتأتي القمة الاستثنائية لمجموعة الـ20 التي استضافها رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، بعد أقل من شهرين على سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة في أفغانستان، عقب انهيار حكومة كابل بالتزامن مع المرحلة النهائية لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.