العدد 1539 /30-11-2022

بقلم : نائلة خليل

قبل أن تغرب شمس يوم الثلاثاء سقط الشاب رائد غازي النعسان (23 عاماً) من قرية المغير، شمال رام الله وسط الضفة الغربية، وهو الشهيد الخامس في يومٍ بدأ خط الدم فيه يتواصل ويمتد، من بيت أمر في مدينة الخليل جنوباً، وحتى رام الله وسط الضفة الغربية.

استشهد الشاب رائد غازي النعسان، خريج الكلية العسكرية "الاستقلال" في أريحا، مساء الثلاثاء، إثر إصابته برصاصة قاتلة في الصدر، لينضم إلى بقية شهداء اليوم، الذين أصابهم رصاص الاحتلال.

وقال أمين أبو عليا؛ رئيس بلدية المغير إن النعسان تخرج من الكلية العسكرية بعد أربع سنوات من الدراسة، وكان ينتظر تفريغه في أحد الأجهزة الأمنية، لكن فرحة عائلته بتخرجه وعمله قتلها الاحتلال".

وأوضح أبو عليا أنه "لم يكن هناك أي مبرر لإطلاق النار وقتل النعسان، ترجل أحد الجنود من مركبته العسكرية فقط، وقام بقنص النعسان في صدره برصاصة قاتلة". ولدى الشهيد شقيقان أسيران في سجون الاحتلال، ووالده أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال سنوات.

وتابع أبو عليا "نعيش في بلدة المغير في استفزازات شبه يومية من قوات الاحتلال التي تقتحم القرية دون أي سبب، وتغلق مدخلها الشرقي بحاجز عسكري للتنكيل بالأهالي".

قبل ساعات قليلة من استشهاد النعسان، شيع المئات من أهالي مدينة رام الله الشقيقين جواد وظافر من بلدة بيت ريما شمالي غرب رام الله وسط الضفة الغربية، وهما في بداية عقدهما الثاني، حيث أُصيب أحدهما برصاصة في الحوض، وأصيب الآخر برصاصة في الصدر، في المواجهات التي اندلعت نحو الخامسة فجراً على أراضي قرية "كفر عين" المجاورة لقريتهما، حيث اقتحم الاحتلال القرية واندلعت المواجهات التي شارك فيها الشبان من القريتين، وأعلن عن استشهاد الشقيقين على أراضي كفر عين نحو السادسة والنصف صباحاً.

وقبل نحو أربع ساعات من استشهاد الأخوين الريماوي، تلقت عائلة مفيد أخليل (44 عاماً) خبر استشهاده بعد ساعات من بذل كل الجهود لإنقاذ حياته، وهو الذي وصل بالفعل بإصابة حرجة في الرأس قبيل منتصف الليل.

وقال الناشط الإعلامي إن مئات المشيعين "اضطروا إلى سلك طرق فرعية طويلة للوصول إلى المقبرة، وذلك بعد إغلاق البوابة، وهذا نوع من العقاب يعرفه أهالي البلدة جيداً، لكنه لم يمنع المواجهات قرب البوابة التي أقام الاحتلال قربها برجاً لهم لإطلاق النار على الأهالي".

في نفس السياق، أصيب في المواجهات التي اندلعت بعد تشييع الشهيد ظهر اليوم ستة مواطنين بالرصاص الحي، اثنان منهم وُصفت إصابتهما بالخطيرة، إذ أصيب مواطن برصاصة برأسه، والآخر في فكه.

ويقول عوض إن عدد الإصابات بالرصاص الحي "وصل منذ منتصف ليلة أمس إلى 26 إصابة".

وحسب المصادر المحلية فإن الشهيد أبو علي هو أب لخمسة أولاد، وتعود جذوره إلى مدينة طولكرم التي استشهد شقيقه فيها قبل 18 عاماً، أي خلال انتفاضة الأقصى، لكنه ترك طولكرم واستقر في قرية "مخماس" شرق القدس، وتم إعدام أبو علي بعد تنفيذه عملية الدهس مباشرة، كما أكدت هيئة الشؤون المدنية.

وكان الشهيد يعمل محاسباً في متجر في مستوطنة "بنيامين" المقامة على أراضي قرى محافظة القدس.

وحول عملية الدهس، كتبت القناة 12 العبرية أن "العاملين والزبائن في سوبر ماركت المنطقة الصناعية في منطقة بنيامين صُدموا عندما علموا أن المحاسب اللطيف هو منفذ عملية الدهس. كان المحاسب شخصاً رائعاً، مبتسماً ولطيفاً جداً".