العدد 1428 / 16-9-2020

توالت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة عقب توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل في واشنطن يوم الثلاثاء، كما خرجت مظاهرات غاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة للتنديد بالتطبيع.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن توقيع اتفاقيات بين الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق السلام في المنطقة، معتبرة أن الاستقرار لن يتحقق بالمنطقة دون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه.

وأضافت "لم ولن نفوض أحدا بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير".

وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عن دعمه ومباركته للجهود التي تؤكد وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة المؤامرات ضد القضية الفلسطينية.

من جانبه، أكد هنية للرئيس عباس أن حركتي فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية في خندق واحد، ولن يسمحوا بأن تكون القضية الفلسطينية جسرا للاعتراف والتطبيع مع دولة الاحتلال على حساب الحقوق الوطنية والقدس وحق العودة.

واعتبر القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري أن حكام الإمارات والبحرين خانوا القدس وفلسطين، وأن الاتفاق لن يفلح في تحقيق أي سلام للاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، مشددا على أن الشعوب ستبقى تتعامل مع الاحتلال على أنه العدو الحقيقي لهم.

وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان إن "الشعب الفلسطيني سيتعامل مع هذه الاتفاقات وكأنها لم تكن، من خلال إصراره على النضال حتى استرداد كامل حقوقه".

ورأت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أن ما جرى ليس اتفاقا للتطبيع، وإنما إعلان الانتقال من التطبيع إلى إقامة حلف يكرس واقع الهيمنة على المنطقة، كما اعتبرته تهديدا لهوية المنطقة ومستقبلها.

من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تصريح صحفي أن الإعلان بمثابة "يوم أسود"، وأن الاتفاق لم يجرِ تنفيذه بين ليلةٍ وضحاها بل تم الإعداد والتهيئة والتخطيط له عبر سنوات.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف هذا "يوم أسود في تاريخ النظام الرسمي العربي، ويوم حزين بالنسبة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".

وتابع "إنها طعنة غادرة أخرى في ظهر نضال الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن توقيع اتفاقي التطبيع "يأتي في ظل ما يسمى صفقة القرن الأميركية الهادفة التصفية القضية الفلسطينية".

مظاهرات

على الصعيد الشعبي، خرجت مظاهرات في مدن رام الله والخليل ونابلس في الضفة الغربية احتجاجا على توقيع اتفاقيات التطبيع، وشارك فيها عشرات من القيادات الفلسطينية، لا سيما في حركتي فتح وحماس.

وشدد المشاركون على أن ما حدث في واشنطن هو مؤامرة ضد القضية الفلسطينية وتنفيذ لخطة الضم الإسرائيلية والحلول الأميركية.

وتجمع مئات من قادة الفصائل الفلسطينية والمواطنين أمام مقر الأمم المتحدة في غزة للتنديد بالتطبيع، ورفعوا لافتات تصف التطبيع بالخيانة للقضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية.

وأحرق المتظاهرون توابيت وضعت عليها أعلام دولتي الإمارات والبحرين وصور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.

وكانت "القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية" التي تضم أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس، قد دعت إلى أن يكون الثلاثاء يوم "رفض شعبي وانتفاضي".

هنية يهاتف عباس ويؤكد على المضي في تعزيز الوحدة الوطنية

زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس” إسماعيل هنية، يوم الثلاثاء، سفارة دولة فلسطين في بيروت. وكان في استقبال هنية، السفير أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح” في لبنان فتحي أبو العرادات وأعضاء قيادة الساحة اللبنانية في حركة "فتح”.

وأجرى هنية خلال زيارته إلى مقر السفارة اتصالًا بالرئيس محمود عباس أكد خلاله المضي قدما في تعزيز وتطوير الخطوات التي تم اتخاذها، وشدد على وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن ومخططات الضم وعمليات التطبيع لاسيما أن هذا الاتصال والزيارة إلى السفارة تتزامن مع اجتماع واشنطن للتوقيع على اتفاق تطبيع مع بعض الدول العربية.

وجدد إشادته بالجهود المبذولة لتوحيد الصف والبيت الفلسطيني وتعزيز مواقف شعبنا الأصيلة، مجدداً ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية واحدة ترتكز على الوحدة ، وتفعيل المقاومة الشاملة بكل أشكالها، والاستناد إلى حاضنة عربية وإسلامية ودولية داعمة للقضية الفلسطينية ورافضة لصفقة القرن ومشاريع التطبيع ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

ودعا خلال لقائه مع السفير إلى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي عبر تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وانتخاب مجلس وطني فلسطيني في الداخل والخارج يمثل الكل الفلسطيني مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة كل مشاريع التصفية منذ وعد بلفور إلى يومنا هذا.