العدد 1397 / 22-1-2020

غيّرت قوات النظام السوري محور قتالها تجاه ريف حلب الجنوبي والغربي، تزامنا مع بدء اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب، بحسب ما أعلنته روسيا وتركيا، رغم خروقاته للهدنة وقتله 19 مدنيا على الأقل يوم الأربعاء في غارات جوية على "إدلب".

وبدأت قوات النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين، هجوما عنيفا بريفي حلب الغربي والجنوبي، بعد حشد القوات الموالية لإيران قواتها في هذه الجبهة، واستقدامها تعزيزات عسكرية من دير الزور وحماة واللاذقية.

ويتبادر للأذهان تساؤلات عدة، أبرزها؛ ماذا وراء تحول هجمات النظام وحلفائه إلى حلب؟ وهل يكتفي بما جرى تحقيقه في مناطق إدلب وتحديدا قرب مدينة معرة النعمان؟ وما الأهداف التي يسعى لتحقيقها من الهجوم الجديد؟

ويجيب على ذلك، الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة قائلا: "النظام يؤمن بالحسم العسكري، ويتخذ من الهدن والتوافقات التي تحصل، المزيد من الوقت، لأجل تعزيز جبهات القتال، ونقل المعركة من مكان إلى آخر"، لافتا إلى أن "النظام بدأ منذ ايام عمليات حربية بواسطة الطائرات والمدفعية والصواريخ بالريف الغربي والجنوبي لحلب".

ويوضح حمادة أن "النظام يقوم بالمفهوم العسكري بتمهيد ناري كثيف في هذه المنطقة، ليتخذ بعد ذلك من هذا المكان محور جديد، من أجل الهجوم البري"، معتقدا أنه يهدف إلى إبعاد قوات المعارضة عن حلب والطريق الدولي، تمهيدا للسيطرة عليه، إذا لم يكن هناك أي منع سياسي.

ويرى حمادة أن "السيطرة على الطريق الدولي وهيئة تحرير الشام، تعد ذرائع لروسيا من أجل زيادة السيطرة الميدانية على الأرض"، حيث أن ريف حلب الغربي يقع على طريق حلب دمشق الدولي، الذي يعد أحد أهم الطرق الرئيسية في سوريا.

ويستبعد حمادة أن "يتخلى النظام عن خططه في إدلب ومدينة معرة النعمان"، مؤكدا أن "المحور الجديد يعتبره النظام أكثر حيوية للسيطرة على الطريق الدولي"، مضيفا أن "النظام يعتمد ضمن استراتيجيته على السيطرة الميدانية على الأرض، وروسيا وإيران تدعمان هذا التوجه".

ويشدد على أن "فتح جبهة حلب يعد أكثر تأثيرا من منطقة معرة النعمان، لأنها قريبة على مدينة حلب"، لافتا إلى أن النظام في الفترات السابقة اتهم المعارضة بضرب مناطق مدنية بحلب، لكن هذه الضربات يقف وراءها النظام وشبيحته ومخابراته، من أجل استخدامها كذريعة لأي عمل عسكري في هذه المنطقة.

ويشير حمادة إلى أن "النظام يحاول من خلال هجومه الجديد الضغط على الحاضنة الشعبية للثوار من جهة، وكذلك الضغط على الضامن التركي من جهة أخرى، من أجل القبول بما يطرحه الروس والنظام عليهم من تسويات سياسية".

من جهة أخرى، يرى الخبير العسكري أديب عليوي أن "المخطط الجديد بدأ بالقصف الجوي والمدفعي لتهجير الأهالي"، مبينا أن "هدف ذلك يعود إلى محاولة تهجير المدنيين وإبعاد الثوار عن المنطقة، حتى لا يكون احتكاك مباشر".

ويتابع عليوي : "النظام والمليشيات الروسية ليس لديهم فائض بشري، للانتشار على الجبهات والقيام بمعاركة برية، لذلك يعمل النظام وحلفاءه على تحقيق ما يريدون بأقل الخسائر ودون معارك برية، وذلك من خلال التركيز على تهجير السكان وتكثيف الضربات الجوية".

وبحسب عليوي، فإن قرار وقف إطلاق النار في إدلب، جاء بفعل الضغط على روسيا التي تسببت بتهجير السكان، نتيجة الهجمات الجوية، لكنها انتقلت إلى حلب، لتحقيق الهدف نفسه، بتهجير السكان، لمساعدتها في السيطرة على الطرق الدولية.

مشددا على أن روسيا والنظام لم ينتهيا من إدلب، وسيستكملان خططهما فور انهيار "الهدنة" الهشة.