العدد 1461 /12-5-2021

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام-

من غزة انطلقت صواريخ العز، لتحلق في سماء القدس، بترحيب مقدسي استثنائي، وتسقط حممًا على الغاصبين، وتجبرهم على إلغاء احتفالاتهم بذكرى احتلال القدس.

وفي تمام الموعد السادسة مساء، أوفت كتائب القسام بوعد قائد أركان المقاومة محمد الضيف، لتنطلق رشقة صاروخية تستهدف الاحتلال في مدينة القدس التي عاث فيها فساداً طوال شهر رمضان.

سبعة صواريخ على الأقل عبرت سماء الوطن المحتل لتصل إلى القبلة الأولى، وتبرد نار قلوبهم، وتلبي من غزة نداءهم الذي طالما رددوه في الأيام الماضية طلباً للنصرة.

وفيما كانت الصواريخ تدك مواقع الاحتلال ومعها ينطلق العويل والصراخ من المستوطنين الغاصبين، كانت هتافات التكبير تتابع هذه الرحلة المباركة.

ولأول مرة منذ سنوات دوت صافرات الإنذار في القدس لتحيل عبث وبطش الاحتلال ومستوطنيه إلى رعب وهروب إلى الملاجئ.

وسمع دوي انفجارات في القدس في أعقاب سماع صافرات الإنذار.

وتزامن دوي التفجيرات مع انتهاء مهلة منحتها كتائب القسام للاحتلال ومستوطنيه للانسحاب من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

"إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا"

ورسميًّا أعلنت كتائب القسام عن توجيهها ضربة صاروخية للعدو الصهيوني في القدس المحتلة؛ ردًّا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى.

وقال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم الكتائب، في تغريدة له عبر قناته على التليجرام: "كتائب القسام توجه الآن ضربةً صاروخيةً للعدو في القدس المحتلة رداً على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى، وهذه رسالة على العدو أن يفهمها جيداً، وإن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا".

ومع سقوط الصواريخ ودوي صافرات الإنذار وتحت وطأة الخوف من القادم، ألغيت احتفالات عصابات المستوطنين التي أعدوا لها على مدار أسابيع.

وأكدت وسائل إعلام عبرية إخلاء منطقة حائط البراق من المستوطنين وإلغاء مسيرة الأعلام "الإسرائيلية".

وكان آلاف المستوطنين توافدوا إلى حائط البراق، وشاركوا في مسيرة الأعلام لمناسبة ذكرى احتلال القدس.

وقالت شرطة الاحتلال: "بسبب إطلاق الصواريخ باتجاه القدس والمنطقة المحيطة بها طلب من المنظمين وقف مسيرة رقصة الأعلام الآن، وتفريق المشاركين بالحافلات".

وفعليًّا هرب المستوطنون إلى جحورهم وملاجئهم، في مشهد أدخل البهجة والفرحة في نفوس المقدسيين.

كما أخلى أعضاء الكنيست اجتماعا لهم بمجرود دوي صافرات الإنذار.

وهتف المقدسيون لكتائب القسام وقائدها محمد الضيف، وحيّوا استجابته لنداء النصرة.

وأقرّ جيش الاحتلال بأنه بـ"متابعة الإنذارات في منطقة القدس ومحيطها، فالحديث عن إطلاق 7 صواريخ من قطاع غزة. القبة الحديدية اعترضت أحد الصواريخ، في حين سقط الباقي في مناطق مفتوحة".

وقبل عدة ساعات قال أبو عبيدة، الناطق باسم الجناح العسكري لحركة "حماس" كتائب القسام: إن "قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة تمنح الاحتلال مهلةً حتى الساعة السادسة من مساء اليوم لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة، وإلا فقد أعذر من أنذر".

ومنذ بداية شهر رمضان صعّدت قوات الاحتلال عدوانها في القدس ومحاولتها فرض أمر واقع جديد، وخلّف عدوانها مئات الإصابات والمعتقلين ومواجهات ضارية خاضها المقدسيون باستبسال دفاعا عن المسجد الأقصى وباب العامود وحي الشيخ جراح، وخلالها وجهوا نداءات نصرة متكررة إلى الضيف وغزة وكتائب القسام.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، أن الرشقة الصاروخية على مدينة القدس مثلت رسالة مباشرة وقوية لقادة الاحتلال، وشكلت صفعة قاسية في وجه العدو، وكشفت حجم الفشل الأمني والاستخباري لقياداته الأمنية التي كانت تظن أن حركة حماس ضعيفة ومردوعة ولا يمكنها المغامرة بأي هجوم كبير.

وقال أبو زهري لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "استطاعت كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة تنفيذ وعدها لأهلنا في القدس، وأثبتت قدرتها على الرد على عدوان الاحتلال وإرهابه المنظم في مدينة القدس".

ووفق أبو زهري؛ ظهرت الجبهة الداخلية للاحتلال هشة وضعيفة أمام صواريخ كتائب القسام، وعجزت عن اعتراض الصواريخ التي استهدفت مدينة القدس، وهذا يؤكد انهيار المنظومة الدفاعية لهذا الكيان بعد نجاح الصواريخ في الوصول لأهدافها.

وأشار إلى أن وفاء قائد أركان كتائب القسام بوعده والاستجابة لمطالب المقدسيين والمبادرة لنصرتهم من خلال عمل عسكري نوعي يعكس تحلّي هذا القائد بالمسؤولية الوطنية تجاه قضية القدس، ويؤكد مصداقيته، ويثبت صحة المراهنة على مشروع المقاومة.