العدد 1549 /8-2-2023

 

شتاء قارس جديد يقسو على النازحين الذي فروا من قصف السوري وعملياته العسكرية إلى المخيمات شمالي البلاد، حيث يعيشون في خيم مهترئة تحت تهديد الأمطار والسيول.

فحياة أولئك النازحين صعبة حتى من دون الشتاء الذي أتى هذا العام كالأعوام السابقة ليزيد معاناتهم بالبرد والأمطار.

وتشكل الخيم العشوائية غير القادرة على تحمل أجواء الشتاء إحدى أكبر المشاكل التي تواجه النازحين في المخيمات، فإما أن تغمرها المياه بسبب عدم توفر مصارف أو تهدمها الرياح.

وتعكف العائلات النازحة على التجمع في الخيم التي تحتوي على مدافئ ليدرؤوا عن أنفسهم شيء من البرد، حيث تجتمع أكثر من عائلتين أو ثلاثة حول مدفئة واحدة.

معاناة شديدة

المسنة مريم خالد (76 عاما) قالت  إنها تعيش في خيمة منذ 4 سنوات ويغمرها الماء عندما يهطل المطر.

وأفادت بأنها تقضي نهارها في الفراش حتى لا تُصاب بالبرد حيث لا يمكنهم توفير المدفئة ووقودها، موضحة أنها مصابة بمرض في معدتها إضافة إلى مرض الضغط، ويزيد وضعها سوءا مع زيادة البرد.

وشددت على أن النزوح جعلهم يختبرون أسوأ مراحل حياتهم ويعانون أشد المعاناة من الفقر و البرد.

محمود حسين نازح آخر اشتكى من تسرب المياه لخيمته عند هطول الأمطار، موضحا أن البطانية هي وسيلتهم الوحيدة للتدفئة.

وأضاف: "نحاول أن ننام في اليل رغم تسرب المياه، نحن نقضي هنا أسوأ أيامنا، وكل عام يمر علينا هو أسوأ من قبله".

هَمّ التدفئة والطعام

أما النازح عبد المجيد الشرقي (51 عاما) فقال للأناضول إن الليالي في المخيم تكون باردة جدا، وعندما يعجزون عن تشغيل المدافئ يصاب الأطفال بالمرض.

وبَيَّنَ الشرقي أنهم لا يجدون ثمن الدواء للأطفال عند مرضهم، مشيرا إلى أن 4 عائلات تجتمع حول مدفئة واحدة في حال وجدوا ما يشعلونها به.

و"نحن في حيرة من أمرنا لا نجد ما نستدفئ عليه، ولا نملك ثمن مدافئ، وتغمرنا المياه في الليال الماطرة، والخيم تقذفها الرياح"، بحسب الشرقي.

وختم بأنه في السابق، قبل النزوح، لم يكن تأمين الطعام والتدفئة هما كبيرا، أما الآن فهو يفكر كل ليلة كيف يأمن الطعام لأولاده في اليوم التالي.