العدد 1437 / 18-11-2020

في تصريحات جديدة مثيرة للجدل كشف رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل فيها دور حماس وحزب الله في الوساطة بين إخوان سوريا ونظام الأسد .

وقدم مشعل في حديثه لجمهوره الفلسطيني كشف حساب لعلاقة حركة حماس بالنظام السوري وإيران وحزب الله وإخوان سوريا. قال إن علاقة حماس مع إيران وحزب الله ممتازة (لنا علاقة مع كل من يقاوم. نحن مع كل من يقاوم إسرائيل سياسياً ونضالياً وعسكرياً وبكل الأشكال، وبرفض التطبيع وغيره ) .

وسرد مشعل قصة خروج حماس من سوريا عام 2012، ورفض القول ان موقف حماس من سوريا متأثر بالإخوان، فلا ننسى هذا التاريخ، لكن هم أيضاً يعرفون كم نحن سعينا لتغيير صورة سوريا عند الإسلاميين، ليس فقط الإسلاميين السوريين، عند كل الإسلاميين في العالم، هم يعرفون هذا الكلام. وهذا واجبنا، لا نمن به على أحد.

وشرح كيف أن حركة حماس حاولت إجراء وساطة بين الإخوان والنظام قبل خروجها، ولكنها لم تنجح، ملمحاً إلى أن الوساطة فشلت بسبب الأجهزة الأمنية. وقال (سأحكي لكم قصة للتاريخ. في بداية آذار 2011. قبل أسبوعين من بدء الحراك السوري، كان عندنا مؤتمر للقدس في الخرطوم وكان المشاركون في المؤتمر من كل التيارات والاتجاهات، وكان من ضمنهم ناس من الإخوان المسلمين السوريين، كان البيانوني ورياض شقفة، وطلبوا لقائي التقيت بهم )، قلت لهم يا إخواننا أرجوكم، من حقكم أن يكون لكم ملاحظات على السياسة السورية الداخلية، وأنتم شعب لا أستطيع أمنعكم ترفعوا شعارات الحرية والديمقراطية، لكن سوريا كبلد له سياسة خارجية ممتازة، يحتضن المقاومة، لا تعملوا أداء كما يجري في البلاد الأخرى، حاولوا تعملوا مقاربة مختلفة ).

وأوضح مشعل أن حماس سعت إلى أن تبقى سوريا في استقرار ومنعة لسياستها الخارجية، وأن تكون للنظام مقاربة مع شعبه الذي كانت مطالبه بسيطة في ذلك الوقت..

وقال مشعل (بقينا في سوريا من شهر آذار 2011 إلى كانون الثاني 2012. لماذا خرجنا؟ لسببين: السبب الأهم صراحة أن هذا الموقف بعد ذلك لم يعجب المسؤولين في سوريا، أرادوا منا بصور مختلفة أن يكون موقفنا حاسماً نحن مع النظام ضد ما يجري، أصدرنا بيان في 2 نيسان 2011، في البداية راق لبعضهم ولكن لم يعجبهم، اعتبروا أن هذا غير كافي، أنا مع سوريا بكل مكوناتها، أنا لا أقف مع النظام ضد شعبه، ولا مع الشعب ضد النظام، أنا ضيف عالبلد. فظللنا حتى كانون الثاني 2012، وبدأنا نشعر أن هناك غضب وانتقاد لنا شديد كأننا خنّا الأمانة. لا يا جماعة، أنتم وقفتم معنا ضد الاحتلال الصهيوني، وتُشكرون على وقفتكم العظيمة معنا، ولكن أنا لا أستطيع أن أقف مع النظام ضد الشعب، ولا أستطيع أيضاً أقاتل مع الشعب ضد النظام، إذا استطعت أن أعمل مساعي خير أعملها، فوجدنا أننا ضيوف على بلد ضاق بنا ذرعاً لماذا أخذنا هذا الموقف. فوجدنا أنه مستحيل نبقى فيه، وخاصة مع سبب ثان يتعلق بالوضع الأمني والتفجيرات، ما عدنا قادرين أن ندير أمورنا، فخرجنا. لكن لا طعنّا النظام ولا أسأنا له )، نحن دائماً سعينا أن تتفاهم القوى السياسية مع أنظمتها، لم ندخل في أزمة أي نظام مع شعبه ولا شعب مع نظامه ).

وختم حديثه قائلاً ( نحن نحترم الخصوصيات، لكن من حقنا أن نقول نحن مع الحريات، نحن مع الديمقراطية، كما أننا ضد التدخل الخارجي، نحن ضد تقسيم البلاد، نحن ضد العنف، نحن ضد الاستقطاب الطائفي والعرقي، نحن أمة صار لنا 1400 سنة متعايشين، بين عرب وغير عرب، وبين شيعة وسنة، وبين مسلم ومسيحي، ماذا عدا مما بدا أننا اليوم نبحث عن هذه الخلافات؟ طول عمرنا عندنا هذا التنوع، نجعله تنوع إثراء لا تنوع صراع. نحن في فلسطين نموذج بفضل الله، في مسلم ومسيحي، واليساري وغيره، بفضل الله، متعايشين مع بعض، وإن اختلفنا في بعض المحطات لكن إن شاء الله نسعى لتجاوزها ).

وأشار إلى أن ( الفلسطينيين هم قلب محور المقاومة، ونحترم ونقدر كل من يقاوم إسرائيل، سواء كان حزباً أو كان دولة أو نظاماً، ونقدر كل من دعم المقاومة الفلسطينية ).

مركز مسارات بواسطة قاسم قصير