العدد 1524 /17-8-2022


أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، بمسؤوليته عن مقتل خمسة أطفال فلسطينيين في اليوم الأخير من العدوان على قطاع غزة في 7 من  آب الحالي، فيما طالب ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، سفين كون فون بورغسدوف، بمحاكمة من ارتكب جرائم قتل استهدفت المدنيين هناك.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، أنّ تحقيقاً أجراه جيش الاحتلال دلّ على أنّ الأطفال الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاماً قد قتلوا بغارة شنها سلاح الجو الإسرائيلي على محيط مقبرة "الفالوجا" التي تقع شرق مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنّ التحقيق دلّ على أن حركة "الجهاد الإسلامي" لم تطلق أي صواريخ من هذه المنطقة.

والأطفال الذين استشهدوا في الغارة الإسرائيلية هم: جميل نجم الدين نجم (4 أعوام)، جميل إيهاب نجم (13 عاماً)، نظمي فايز أبو كرش (14 عاماً)، حامد حيدر نجم (16 عاماً)، ومحمد صلاح نجم (17 عاماً).

وأشارت الصحيفة إلى أنّ جيش الاحتلال حمّل في البداية "الجهاد الإسلامي" المسؤولية عن مقتل الأطفال إلا أنه غيّر روايته بعد إجراء التحقيق الداخلي.

وأضافت الصحيفة أنّ الجيش في سعيه للنأي بنفسه عن المسؤولية عن هذه المجزرة نشر مشاهد مفبركة تظهر فيها قذيفة صاروخية تنطلق من قطاع غزة وتسقط داخله من أجل تقديم مسوغات لتحميل "الجهاد" المسؤولية عنها.

توازياً مع هذا الاعتراف، طالب ممثل الاتحاد الأوربي في الأراضي الفلسطينية، سفين كون فون بورغسدوف، خلال زيارة وفد من سفراء الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إلى قطاع غزة، بمحاكمة كل من ارتكب جرائم قتل استهدفت المدنيين في غزة خلال العدوان الأخير، وتقديم المتورطين إلى العدالة لمحاكمتهم.

وزار الوفد الأوروبي مجمع الشفاء الطبي ومدرسة الشاطئ الإعدادية التابعة لوكالة اغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" غربي مدينة غزة، إضافة إلى مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني.

وعقب تفقده الجرحى في مجمع الشفاء الطبي، قال بورغسدورف: "يجب تقديم المتورطين في قتل المدنيين إلى المحاكمة، وتحميل المسؤولية لمن استخدم القوة المفرطة خلال التصعيد الأخير على قطاع غزة، لأنّه في التصعيد لم تكن هناك مراعاة لتناسب القوة والسلاح، الأمر الذي أدى إلى وقوع الضحايا من المدنيين والأطفال".

ولفت بورغسدورف، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، إلى أنّ "الناس في غزة يعانون بشكل كبير من المصاعب الناجمة عن 15 عاماً من القيود والإغلاق، وتفاقم ذلك مع الجولات المتكررة من الهجمات العنيفة التي أفقدت فلسطينيين أبرياء حياتهم وآخرين يعانون من الإصابات".

وطالب كذلك بـ"إنهاء الحصار ووقف استهداف المدنيين الآمنين في قطاع غزة، لأن الوضع الإنساني والاجتماعي في غاية الصعوبة، ويصارع المواطن بغزة من أجل البقاء والاستمرار في الحياة".

ووقع الاتحاد الأوروبي خلال الزيارة مع "أونروا" اتفاقية دعم للاجئين، لدعم وجود الخدمات الحياتية، من خلال المشاريع التي ستستمر لعدة سنوات تتلقى دعماً أوروبياً، من أجل ضمان استمرار خدمات الوكالة في قطاع غزة.

وبعد شكره الأوروبيين على التبرع، قال المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني: "إنني ممتن جداً لأن الاتحاد الأوروبي لا يزال واحداً من مانحينا الأكثر موثوقية وشريكاً استراتيجيًا للوكالة في عام 2022".

وأضاف أنّ "هذا التبرع الذي يأتي في الوقت المناسب يأتي والوكالة تواجه تحديات مالية مهمة وعميقة لتنفيذ مهام ولايتها الممنوحة لها من قبل الجمعية العامة".

وأوضح "سيساعدنا تمويل الاتحاد الأوروبي على استدامة الخدمات الأساسية، التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئي فلسطين الذين يواجهون صعوبات هائلة في مختلف أرجاء المنطقة".

وفي 5 آ ب الحالي، وعلى مدى ثلاثة أيام (منذ الجمعة وحتى الأحد)، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، انتهى بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة مصرية.

وأسفر هذا العدوان، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد 49 فلسطينياً، بينهم 17 طفلاً، وإصابة 360 آخرين بجراح مختلفة.