العدد 1554 /15-3-2023

تتواصل عمليات اغتيال المقاومين الفلسطينيين التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية في شمال الضفة الغربية المحتلة، ما يشي بتنفيذ خطة ممنهجة لتصفية المقاومة التي زادت مؤخرا من عملياتها ضد الاحتلال.

وبحسب متابعة " وتطورات الأحداث في الضفة الغربية المحتلة، لا يخلو يوم من تنفيذ جيش الاحتلال لاقتحامات المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وتنفيذ حملات اعتقال وتصفية لمقاومين فلسطينيين يحاولون صد انتهاكات وجرائم جيش الاحتلال والمستوطنين.

مجازر مستمرة ومقاومة متنامية

واستشهد ثلاثة فلسطينيين، الأحد عقب إطلاق النار عليهم من قناصة جيش الاحتلال قرب محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، وسبق ذلك ارتكاب مجازر عدة في جنين ونابلس، حتى أن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري ارتفع إلى 84 شهيدا بينهم أطفال وسيدة مسنة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

"الفدائيون الجدد"

وفي تعليقه على تصعيد جيش الاحتلال ضد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، إن "ظاهرة الفدائيين الجدد في شمال الضفة، استفزت الاحتلال، ولذلك يحاول استخدام كل ما لديه؛ القوة العسكرية والأمنية، وقوات المستعربين، العملاء على الأرض وعلاقتهم مع السلطة، من أجل اجتثاث هذه الظاهرة".

وأكد أن "الاحتلال ينظر لهذه الظاهرة التي تزداد قوة بخطورة، وكأنها نموذج آخر للمقاومة في غزة، على اعتبار أن المعركة الحقيقة في الضفة والقدس، بالتالي الاحتلال لا يريد لهذه الظاهرة أن تستمر، من هنا، يأتي ارتكاب الاحتلال لهذه المجازر بحق شعبنا وشبابنا؛ في جنين، ونابلس وأريحا وغيرها في المناطق".

وأوضح خريشة، أن "الاحتلال يريد أيضا من وراء هذه المجازر تخويف أبناء شعبنا لإبعاد الحاضنة الشعبية عن هؤلاء المقاومين، وأيضا بهدف تنبيه السلطة، أن هذه الظاهرة ستعزلها"، مؤكدا أن "الاحتلال فشل في اجتثاث هذه الظاهرة، لذا جاء المسؤولون في "CIA" الأمريكي إلى المنطقة ومعهم المخابرات العربية للأسف، ومعهم وزير الخارجية الأمريكي تحت عنوان "تهدئة الأوضاع"، وهو العنوان الذي اختير لقمة العقبة؛ التي هي بالدرجة الأولي قمة أمنية، لكن الشبان الفلسطينيين ردوا في ذات اليوم على هذا المؤتمر وأفشلوه عبر العملية التي نفذها الشهيد عبد الفتاح خروش في حوارة، وقبلها أفشل مقاتل فلسطيني قمة النقب التي عقدت بالداخل المحتل".

فائض القوة لن يوقف المقاومة

بدوره، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صباغ، إن "عام 2023 وفق الخطة الصهيونية، هو عام الانتصار، بمعنى؛ تصفية المقاومة، عام تيئيس الشعب الفلسطيني وإحباطه وجعله يقبل بكل ما يعرض عليه".

ونبه صباغ إلى أن "الشعب الفلسطيني ومقاومته تعي ما يخطط له الاحتلال، والشباب بالذات تطوعوا بشكل عاطفي وأحيانا بشكل فردي لمقاومة هذه الخطة، وقدموا تضحيات كبيرة جدا منذ عامين وحتى الآن، ولا يستطيع أي شعب في العالم أن يقدم هذه التضحيات، خاصة أنها تضحيات فردية، دون دعم عربي ولا قيادة وطنية ولا حتى سلطة".

ورأى أن "الشعب الفلسطيني أمام حالة صعبة، فالاحتلال الإسرائيلي لديه فائض القوة ولا يستطيع الانتصار، والشعب الفلسطيني ضعيف بقدراته في مقاومة الاحتلال ما عدا القدرات المعنوية وإيمانه بحقه وبالمستقبل، أن هذه بلادنا وهذا مستقبلنا، وبالتالي لا يملك أي خيار سوى المقاومة".

وقال: "الشعب الفلسطيني لم يستسلم خلال 100 عام من التيئيس والإحباط والتآمر الدولي والعربي عليه، وبالتالي لن يحبط في السنوات القادمة ولا في أي مرحلة من المستقبل"، موضحا أن "الخيارات أمام إسرائيل؛ إما أن تخضع لإرادة الشعب الفلسطيني وإما أن تزيد من استخدام القوة، لأن الاحتلال يؤمن بأن ما لم يحصل عليه بالقوة، يحصل عليه بمزيد من القوة".

وبين أن "كل ما يحدث سينعكس على الحالة الإسرائيلية في الداخل، هم يعتقدون أن إسرائيل رغم فائض القوة، لن تستطع حتى الآن أن تنتصر بسبب هذه الليبرالية والديمقراطية، لذلك هو لا يريدون ذلك، هم يريدون الانتصار عبر نهج عسكري دموي فاشي، وفي نظرهم هذا هو النهج الصحيح، وهذا ينعكس على الحالة الإسرائيلية في الداخل، وهناك تجد المعارضة الإسرائيلية، رغم أنها دموية وعنصرية واستعمارية تجاه الشعب الفلسطيني ومؤيدة للاستيطان، لكنها تتأذى وتعاني من النهج الفاشي، ما يكشف عن أزمة حقيقية ومركبة تعيشها إسرائيل".

وذكر صباغ لـ"عربي21"، أن "المعارضة الإسرائيلية التي أنتجت الاحتلال والاستيطان والقوى الفاشية، ستعاني مما زرعته"، مؤكدا أن الاحتلال مستمر في تصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ضمن الخطة الأمريكية الإسرائيلية الأمنية، التي تحاول العمل على وأد المقاومة.

وأضاف: "هذا يجري بدون أي شك، فالخطة الأمريكية الإسرائيلية لوأد المقاومة، هي بالذات تخدم هذه الحكومة الإسرائيلية الفاشية؛ فمن ناحية يعارضونها نظريا ومن الناحية الأخرى يخدمونها فعليا"، منوها أن "كل مساعدة لهذه الحكومة في قمع المقاومة وكل مساعدة في تغييب حق الشعب الفلسطيني وكل مساعدة في حماية إسرائيل دوليا من العقوبات على جرائمها، كل ذلك يخدم الحكومة الإسرائيلية، وهذه مصيبة أمريكا وأيضا المعارضة في إسرائيل؛ التي تقوم بخدمة حكومة نتنياهو التي تعارضها".