اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية علي أبو ياسين في حديث لـ"إذاعة الفجر" أنّ ما حصل في جلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس المجلس النيابي الجديد هو عودة واضحة للإصطفافات القديمة في البرلمان اللبناني، ورأى أبو ياسين أنّ فريق الثامن من آذار عاد ليتكتّل مجددًا وهو منسجم مع نفسه، وقد تمكّن ولو بأغلبية متواضعة من إيصال مرشحيه إلى رئاسة المجلس ونيابة الرئاسة وانتخاب أعضاء هيئة المجلس.

ولفت إلى أنّ هذا الفريق يحاول تشكيل أكثرية معينة قد يستخدمها مستقبلًا في استحقاق تسمية رئيس للحكومة الجديدة. في السّياق الحكومي، أشار أبو ياسين إلى أنّه من الضروري الإسراع في تسمية رئيس للحكومة حتى يصار إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني لأن الوضع الاقتصادي لا يحتمل التأجيل. وذكّر أبو ياسين بأنّ الدولار يتأرجح صعودًا وهبوطًا وأنّ هذا التأرجح ينعكس سلبًا على الوضع الاقتصادي والمعيشي. وأكّد أبو ياسين أنّ ما يحكى عن اتفاق مبطّن بين رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية حول تأجيل الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية حكومة غير مقبول، وأنّ تسمية رئيس للحكومة هو الأولوية.

وقال إنه يجب الإسراع في تشكيل الحكومة لتستكمل التفاوض مع صندوق النقد في ظل الحديث عن قرب نفاد الاحتياطي من المصرف المركزي، ليصار لاحقًا إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وعن الاستحقاق الرئاسي، أشار أبو ياسين إلى أنّ الملف اللبناني من الملفات العالقة بين يدي التسويات الإقليمية، من ملف المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية إلى تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على الواقع اللبناني. وكشف أبو ياسين أن لبنان قد يذهب إلى فراغ رئاسي كما حصل قبيل انتخاب الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

ولفت أبو ياسين إلى أن الانتخابات النيابية أفرزت مجموعة من النواب الذين يعرفون بالنواب التغييريين، وقال إنه من الواضح أنّ هؤلاء لا مشروع واضحًا لهم أو مرجعية موحّدة أو قرار مشترك. واعتبر أبو ياسين أنّ بعض هؤلاء النواب يأتون من خلفية أجندات خارجية وجمعيات غير حكومية، بهدف ضرب منظومة القيم، ليصبح المواطن اللبناني بين فكّي كمّاشة: من جهة وطأة الأزمة الاقتصادية والمعيشية والأمنية، ومن جهة أخرى المشاريع التي تريد هدم ما تبقى من قيم المجتمع اللبناني. وشدد أبو ياسين على أنّ طرح موضوع تشريع قوانين جديدة من خلفيات خارجية كقانون الزواج المدني وغيره هو استهداف للسلم الأهلي والأمن الداخلي اللبناني، وقال إنها حرب لا تقل خطورة عن الحروب والتحديات الأخرى.

ودعا أبو ياسين النواب الجدد الذين نجحوا بأصوات اللبنانيين لعدم خيانة اللبنانيين وأن لا ينقلبوا عليهم، وقال إنّ من أراد منهم خدمة الشعب اللبناني عليه التوجه إلى معالجة الواقع المعيشي عبر تشريعات تحارب الهدر والفساد، فضلًا عن اعتماد قانون انتخاب جديد عادل ولائق باللبنانيين. وشدد أبو ياسين على ضرورة استكمال تطبيق اتفاق الطائف وما ورد فيه من بنود إصلاحية من تطبيق اللامركزية الإدارية إلى إلغاء الطائفية السياسية وغيرها، وأكّد أنّ الأولوية اليوم هي للعمل على تأمين الكهرباء والمياه والضرورات المعيشية التي يعاني من غيابها كل مواطن لبناني.