العدد 1395 / 15-1-2020

تراكمت في الأسبوع الأخير الأسئلة والتساؤلات حول المشهد السياسي اللبناني ، وتحديدا حول تشكيل حكومة حسان دياب الموعودة في ظل بروز ظواهر غريبة على مواقف معظم الفرقاء السياسيين المعنيين في البلد . فالأسابيع الأربعة التي مرت من عمر تكليف دياب أكدت أن أطراف معسكر الثامن من أذار الذين رشحوا الرجل ليسوا متفقين سلفا على كل التفاصيل كما كان يشاع في الأيام التي سبقت التكليف . وأن الإتفاق بين هذه الأطراف والرئيس المكلف ليس ناجزا أبدا وهو معرض للسقوط عند كل تفصيل من التفاصيل المتعلقة بالتشكيلة الحكومية . وأن الأطراف الأخرى التي كانت منضوية تحت لواء الرابع عشر من أذار لا تتناغم في مواقفها كما يجب وينبغي .

وقد سجل أن حركة أمل والتيار الوطني الحر قد ضاقتا ذرعا من الرئيس دياب خلال الأسبوع الماضي وقد اقتربا في نقطة من النقاط من التخلي عن الرجل وإعلان اليأس منه , وذلك عندما بدأ الحديث عن إحياء الحكومة المستقيلة تحت عنوان حكومة تصريف الأعمال , ومما زاد في غرابة الموقف دخول الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على الخط وتوجهه الى مقر الرئيس نبيه بري في عين التينة والمشاركة في توجيه الدعوة الى الرئيس سعد الحريري للعودة الى أرض الوطن . ولم يكتف جنبلاط بذلك بل إنه بادر الى طرح إسم الصناعي وليد عساف كي يكون الوزير الدرزي الوحيد في حكومة الثمانية عشرة المفترضة . وقد اتصل جنبلاط باللواء جميل السيد كي يتوسط بينه وبين الأمير طلال ارسلان من أجل الإتفاق على عساف كي يكون ممثلا عن دروز لبنان كافة في حكومة حسان دياب إن كتب لها الولادة ... ومع تصاعد إحتجاجات الحراك الشعبي في الأيام الأخيرة استبدلت حركة أمل والتيار الوطني الحر مواقفهما السلبية من دياب وسربت معلومات مختلفة عن منح الرئيس المكلف هامشا أوسع من حريةالحركة التي قد تمكنه من إنجاز عملية تشكيل الحكومة في غضون أيام . أما "حزب الله" فقد بدا حريصا على ولادة الحكومة بسرعة نظرا للظروف الإقليمية والدولية المحيطة بلبنان . في الوقت الذي يلتزم فيه حزب القوات اللبنانية الصمت مع ميل واضح لتحمية أرض الحراك الشعبي في مناطق نفوذه المعروفة.

لم تخلط الأوراق السياسية في البلد ، ولكن إنقضاء فرصة الأعياد وتحسن الطقس والمناخ أفسحا في المجال أمام تحريك الشارع من جديد . والإنطلاق في موازاة ذلك نحو حل الأزمة الحكومية المستعصية الملقاة على عاتق الأكثرية النيابية المشكلة من قوى الثامن من أذار . مع تسجيل علامة فارقة في موقف الحزب التقدمي الإشتراكي من خلال تسمية وليد عساف وزيرا في الحكومة القادمة دون أن يعد زعيم هذا الحزب بمنح الثقة لتلك الحكومة في موقف غرائبي مميز .

هل ساهمت التطورات السياسية والأمنية الأخيرة بين الولايات المتحدة الأميريكية والجمهورية الإسلامية الايرانية على الواقع المحلي اللبناني ؟ وهل تسهم هذه التطورات في حلحلة أزمة تشكيل الحكومة ؟ فلننتظر .

ايمن حجازي