العدد 1507 /6-4-2022

تحاول مراكز استطلاع الرأي اللبنانية أن تتهرب من مهمتها الأساسية المتمثلة بالقراءة المسبقة لنتائج الإنتخابات النيابية القادمة ، من خلال التكثيف من نصائحها المتعددة لمرشحي المجتمع المدني ولوائحهم في عملية واضحة لتقمص روح الثورة والثوار الذين برزوا منذ ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ . وهذا ما يؤكد خشية تعتري القائمين باستقراء الإنتخابات ونتائجها المفترضة . وهي إنتخابات حامية الوطيس في الساحات المسيحية والدرزية والسنية ورتيبة في الساحة الشيعية بعد أن ثبت ان تحالف حركة أمل وحزب الله يمسك بناصية الأوضاع في ساحتهم الداخلية .

فعلى الساحة المسيحية لم ينجل المشهد عن اتجاهات واضحة المعالم ، ماخلا أن حزب القوات اللبنانية يتطلع الى تحقيق مكتسبات في بعض الدوائر الإنتخابية على حساب التيار الوطني الحر . في ظل وعود تجتاح أوساط التيار الوطني الحر بان ما يتطلع اليهحزب القوات اللبنانية مجرد أوهام زائلة . وتشير بعض الأوساط المراقبة الى ان انسحاب تيار المستقبل من المعركة الإنتخابية قد أضعف تطلعات حزب القوات المشار اليها والتي تتجسد بتوسيع كتلته الإنتخابية في البرلمان القادم . وفي المقابل فإن الساحة تشهد دعما واسعا من قبل حزب الله للوائح التيار الوطني الحر وسعيا دؤوبا من قبل الحزب لتذليل بعض عقبات التحالف مع فرقاء آخرين مثل الحزب السوري القومي الإجتماعي وجمعية المشاريع والنائب عبد الرحيم مراد وآخرين ... وهذا ما قد ينتج سدا للثغرات الموجودة في المشهد الإنتخابي للتيار الوطني الحر . وقد بقيت الثغرة القائمة بين تيار المردة والتيار الوطني الحر على صلابتها ويعود ذلك حسب معظم المراقبين لإرتباطها بالإنتخابات الرئاسية القادمة حيث لم تفلح كل الجهود الإيجابية المبذولة من قبل حزب الله بين التيارين حتى هذه الساعة .

سنيا ، لا شيء يشير الى أن الفراغ الذي تركه إنسحاب سعد الحريري من الساحة الإنتخابية قد تم سده ولو جزئيا . فلا الرئيس فؤاد السنيورة ولا بهاء الحريري ولا أشرف ريفي تمكنوا من لم بعض الشعث السني ولا من إزالة البعثرة الحريرية ... ولا يوجد بدائل جدية وستكون تلك الساحة قابلة للإدارة عل طريقة الكلمات المتقاطعة .

وقد حميت الساحة الدرزية وسخنت جبهاتها بعد ان تم تهديد ثلاثة مقاعد درزية جنبلاطية هي المقاعد الذي يحتلها النائب وائل أبو فاعور في البقاع الغربي والمقعد الذي يحتله فيصل الصايغ في بيروت الثانية والمقعد الذي يحتله النائب المستقيل مروان حمادة في الشوف ... وهنا تنشب أعنف المعارك التي احتشد فيها التيار الوطني الحر وطلال ارسلان ووئام وهاب في مقابل مروان حمادة المدعوم جنبلاطيا . وهنا ثمة أمر غاية في الخطورة قد تطرأ على الساحة الدرزية في حال بالغ الحزب التقدمي الإشتراكي في حماية مقعد مروان حمادة وكان الحشد المنافس قادر على إحداث خرق في أحد المقعدين الدرزيين في الشوف ... عندها يصبح مقعد تيمور جنبلاط مهدد بذاته وهو تهديد استراتيجي في سجل وراثة الزعامة الجنبلاطية . والمعروف هنا أن مقعدين درزيين وضعهما شبه محسوم لمصلحة الحزب التقدمي الإشتراكي ألا وهما مقعد أكرم شهيب في عالية ومقعد هادي أبو الحسن في بعبدا . أما المقعد الدرزي في حاصبيا - مرجعيون الغارق في البحر الجنوبي الشيعي فقد منحه الثناىي الشيعي لمروان خير الدين المحسوب على طلال ارسلان ، والمقعد الدرزي الثاني في عاليةسيكون من حصة الأمير طلال ارسلان لأن أريحية وليد جنبلاط تأبى عليه أن يخطفه من إبن الأمير مجيد أرسلان .

لن أستغرب إن حصلت الإنتخابات النيابية تحت عنوان مروان حمادة - وئام وهاب .

أيمن حجازي