العدد 1536 /9-11-2022
أيمن حجازي

تقدم سليمان فرنجية خطوات في رحلته الشاقة نحو رئاسة الجمهورية ، واستمر الحليف الأبرز للزعيم الزغرتاوي ، ممثلا بحزب الله ، في سعيه الدائب لفتح طريق بعبدا أمام الرجل ولكن بهدوء وروية وأناة . وتوضع طبخة فرنجية على نار هادئة في سبيل حلحلة محلية موعودة تتمحور حول موقف جبران باسيل والتيار الوطني الحر ومن أجل تأمين أجواء خارجية أكثر ملاءمة ، بغية رفع الفيتويات المفترضة من أمام فرنجية كحليف جدي لحزب الله ، وذلك في عدد من العواصم التي تصنف كعواصم معنية بالشأن اللبناني.

في موضوع الحلحلة المحلية ، المطلوب أن يقتنع أولا جبران باسيل أنه فاقد لفرصة الترشح لسدة الرئاسة الأولى لأسباب شتى يأتي في طليعتها الطابع السلبي لعلاقات الرجل مع عدد غير قليل من القوى السياسية اللبنانية . ويبدو أن حزب الله يطرح على باسيل سؤالا جوهريا حول الأقرب الى تفاهمات حزب الله مع التيار الوطني الحر الإستراتيجة من بين الأسماء المطروحة لدخول قصر بعبدا . ومن الطبيعي أن ينتظر حزب الله جوابا إيجابيامن التيار حول سليمان فرنجية المرشح ... ولكن الحزب يدرك أن الأمر يحتاج الى وقت كي تتحقق هذه النقلة في تفكير جبران باسيل الذي يعتقد أنه الأجدر لوراثة الجنرال ميشال عون في سدة الرئاسة الأولى . وفي حال تمكن حزب الله من حسم موقف باسيل المشار اليه ، فإن رصيد فرنجية بات يتسع ايضا لإحتمال تمكن الرئيس نبيه بري من إقناع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بفرنجية وهذا ما ظهرت بعض علاماته في الأسبوع الماضي . في المقابل عبر حزب القوات اللبنانية عن قلقه البالغ من تقدم فرنجية من خلال المديح الذي كاله النائب القواتي جورج عدوان لقائد الجيش جوزيف عون كمرشح لرئاسة الجمهورية ما اعتبر سياسيا محاولة قواتية للتصدي لترشيح فرنجية عبر تدعيم طرح اسم قائد الجيش .

أما لقاء الأونيسكو الذي دعا له السفير السعودي في بيروت وليد البخاري في ذكرى ولادة اتفاق الطائف فإنه أكد سلاسة العلاقة بين فرنجية والمملكة العربية السعودية من خلال البروتوكول المدروس الذي حدد موقع فرنجية في الصف الأمامي في أخر هذا البروتوكول نفسه مقعد النائب والمرشح الرئاسي ميشال معوض الى الصف الثاني في ترتيب شكلي حمل دلالات عميقة في المضمون . وينفتح هذا الإجراء البروتوكولي على معلومات فرنسية تحدثت عن صفقة رئاسية مزدوجة تقضي بالإتيان بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية على ان يكون نواف سلام رئيسا للحكومة ... وبطبيعة الحال فإن السياسة الفرنسية الوثيقة الصلة بالسعودية تفسح في المجال لتسويق الطرح الفرنسي المشار اليه في العاصمة السعودية . كما أن الخطوط الفرنسية المفتوحة مع حزب الله قد تفسح في المجال أيضا أمام رفع الفيتو عن نواف سلام المرجوم من قبل معسكر الممانعة على امتداد العامين الماضيين . وفي حال تعذر ذلك فإن المطلوب هو رفع الفيتو السعودي عن سعد الحريري وهذا ما قد يروق لسليمان فرنجية وحزب الله على حد سواء ... وذلك لأسباب شتى . وهذا ما دفع البعض الى ترجمة مبالغة لوجود مقعد فرنجية في حفلة الأونيسكو بين أمين سلام وشفيق الحريري ، وهذا البعض لا يعتقد بوجود صدفة في البروتوكول خصوصا إذا كان هذا البروتوكول مشغول بلمسات مخابراتية أنيقة .

أيمن حجازي