العدد 1376 / 4-9-2019

انشدت الساحة اللبنانية بمجملها طوال الأسبوع المنصرم الى الحدث الجنوبي الذي ترتب على العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية التي استهدفتقبل أسبوعين بطيائرتين مسيرتين ومفخختين انفجرت إحداهما في حي معوض ولم ينتج عنها سقوط خسائر بشرية . وقد تلا هذا العدوان ترقب وتوتر عمّ الساحة الصهيونية وشمل الساحة اللبنانية ، لتملس التداعيات العسكرية والأمنية والسياسية لهذا العدوان الذي لم يحصل مثيل له منذ حرب صيف ٢٠٠٦ .

وكان الترقب والتوتر المشار اليهما قد تضاعفا إثر تهديد الأمين العام لحزب الله بتوجيه الرد المطلوب ، لمواجهة كسر الكيان الصهيوني لمعادلة الردع التي ثبتتها المقاومة اللبنانية إثر الإنسحاب الإسرائيلي في أيار ٢٠٠٠ وتكرست بعد حرب ٢٠٠٦ والقاضية بعدم جواز إستهداف المناطق اللبنانية بما فيها الأهداف التابعة للمقاومة... وإلا فان العدو الصهيوني سيكون عرضة لردود انتقامية مشروعة من قبل المقاومين .

وقد امتدت فترة الإنتظار لأكثر من أسبوع كانت خلالها القيادة الصهيونية تعيش إستنفارا شاملا ، أخضعت فيها منطقة الشمال الفلسطيني المحتل لسلسلة إجراءات عطلت فيها الحياة العادية للمواطنين وتجمدت أثنائها الأنشطة السياحية والإقتصادية كافة . ما أوجد حالة إرباك سياسي صهيوني إضطر على إثره القادة الصهاينة الى اطلاق تصاريح مختلفة تأرجحت بين التهديد والدعوة الى الهدوء والتعقل ... ولكن هذه الموجة من التوتر انتهت الى تنفيذ عملية خرقت الخط الأزرق المرسوم من قبل الأمم المتحدة كحدود مفترضة بين لبنان والكيان الصهيوني الغاصب . وفي عمق فلسطيني يمتد لبضعة كيلومترات ، ما يعني أن العملية لم تنفذ بمحاذاة الحدود الدولية . وأنها وإن لم تكن مثمرة لناحية الخسائر البشرية التي يطمح لها المقاومون ، فإن الإستهانة بالخط الأزرق من قبل المقاومة اللبنانية ردا على العدوان الصهيوني ، ليس أمرا سهلا خصوصا إذا انتهت هذه العملية دون الهياج الصهيوني المعتاد لخرق الخط الأزرق الذي كانت له قداسة سياسية واستراتيجية لدى الصهاينة .

وبدلا من ذلك فان القادة السياسيون والعسكريون في الكيان الغاصب قد أجمعوا على تجاوز عملية المقاومة واعتبار " انها أمر وانقضى "، وأن الخطوة التالية يجب أن تكون العودة الى الوضع السابق في شمال فلسطين وعلى أنغام مقولة نتن ياهو أن لا خسائر في صفوف الجيش الصهيوني من جراء عملية المقاومة وكفى بذلك مجدا للجيش الصهيوني " الذي لا يقهر ".

ولكن البارز الإضافي على صعيد لفلفة الصهاينة لموضوع الرد المقاوم الذي استباح الخط الأزرق ، جاء على لسان رأس الهرم العسكري الصهيوني الجنرال موخابي الذي اختصر الهم الصهيوني في المرحلة المقبلة في الجهود التي ينبغي أن تبذل من قبل الأمم المتحدة ومن قبل الحكومة اللبنانية للحؤول دون نشوء بنية تحتية للصواريخ الدقيقة لدى المقاومة اللبنانية . وهذا ما يؤكد تواضع وإنحسار الأهداف الصهيونية التي يسعى لها القادة السياسيين والعسكريين في الكيان الغاصب مقابل التطور الهام في بنية الكيان المقاوم في لبنان وغزة وعموم فلسطين.

ايمن حجازي