أيمن حجازي

اﻻنتخابات النيابية التي من المفترض اجراؤها في ربيع العام المقبل بعيدة وقريبة في الوقت نفسه. حيث تفصلنا عن هذه اﻻنتخابات بعض اﻻستحقاقات الروتينية أو الداهمة على حد سواء، في ظل رغبة جامحة لدى القوى المعنية بتوظيف  هذه اﻻستحقاقات في خدمة مصالحها في تلك اﻻنتخابات الموعودة. ويتعذر حالياً رسم خريطة للتحالفات اﻻنتخابية المفترضة ولكن باﻻمكان استعراض المعطيات اﻷولية المتوافرة للعلاقات السياسية الحالية المفترض، أن تستند اليها العلاقات اﻻنتخابية القادمة.
وبما أن الفرز الطائفي والمذهبي هو الرائج في الساحة اللبنانية فإن استعراض هذه المعطيات يجب أن يراعي هذا الفرز المشار إليه وفق الآتي: 
- مارونياً تبدو العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على المحك، وهي علاقة ليست سهلة على الاطلاق، وقد يكون من الصعب ترجمة التفاهم السياسي العام السائد بين الطرفين منذ بداية عام 2016 وتعميمه على انتخابات غامضة مثل اﻻنتخابات النيابية القادمة. ويبدو الفريقان على طلاق بائن مع حزب الكتائب اللبنانية ومع مساحات ضيقة للقاء في بعض المواقع اﻻنتخابية. وستمر العلاقة بين التيار والقوات بامتحانات صعبة في دائرة زغرتا البترون الكورة وبشري، حيث  المعركة ستتخذ طابعاً رئاسياً بين سمير جعجع وجبران باسيل.
- سنياً يبدو تيار المستقبل مهدداً في معقله الشمالي بجملة تحديات أهمها:
أ- قوة الوزير أشرف ريفي الصاعدة التي أحرجت تيار المستقبل في اﻻنتخابات البلدية التي جرت في العام الفائت.
ب- الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي اللذان يشكلان متحدين أو منفصلين قوى شمالية وازنة.
ج- الجماعة الإسلامية والقوى الإسلامية اﻷخرى التي تعامل معها تيار المستقبل في اﻻستحقاقات الانتخابية السابقة على قاعدة اﻻستفادة المجانية دون تقديم أي أثمان طبيعية يجب أن تدفع في أي تحالف انتخابي. أما في بيروت الثانية، فعلى الرغم من أن قوة المستقبل تبدو للوهلة الأولى حاسمة، فإن هناك أحاديث عن قنوات تفتح مع فؤاد مخزومي أو جمعية المشاريع أو قوى أخرى.
- شيعياً تبدو الشاشة مقفلة للثنائي الشيعي المدعم استراتيجياً بالثنائي الإقليمي الإيراني السوري والمصون من قبل المرجعية الشيعية الرسمية (المجلس الإسلامي الشيعي اﻷعلى) حيث تبدو الفرص معدومة لتحقيق أي اختراق ممكن من قبل أي قوة شيعية أو وجه شيعي آخر. ويتكرس هذا الواقع من خلال المعركة التي خيضت في جرود عرسال والتي يمكن أن تخاض في جرود رأس بعلبك والقاع.
- درزياً يبدو النائب وليد جنبلاط مرتاحاً لوضعه بعد أن تمكن من فرض الدائرة اﻻنتخابية الدرزية في الشوف وعاليه وهو يلجأ منذ أمد الى خطوات استباقية للاعتراف بالزعامة الإرسلانية ويخلي لها مقعداً في عاليه ويترك المجال مفتوحاً لوجوه درزية أخرى أن تفرض وجودها الإعلامي دون ترجمة ذلك الى وجود تمثيلي نيابي. 
 ليس مضراً أن يتسلى الجمهور اﻻنتخابي اللبناني بهذه الشذرات اﻻنتخابية ريثما تتضح الصورة أكثر وأكثر.>