العدد 1404 / 11-3-2020

وليد جنبلاط واسطة العقد في المعارضة المفترضة لحكومة الدكتور حسان دياب ليس متحمساً لتشكيل جبهة معارضة ، وقد نفى من باريس أن تكون حكومة دياب المشار إليها هي حكومة حزب الله . وهو يفسح في المجال أمام العهد والحكومة لمواجهة الكارثة الإقتصادية والمالية التي يعيشها لبنان والتي كانت آخر تجلياتها إعلان العجز عن سداد مستحقات اليوروبوند في التاسع من أذار الحالي . فضلا عن التدهور القاسي في الأوضاع الإجتماعية نتيجة هبوط سعر العملة الوطنية أمام الدولار الأميريكي وباقي العملات الأجنبية .

وكانت ثالثة الأثافي متجسدة بإنتشار فايروس الكورونا في أنحاء العالم ودخول لبنان نادي المصابين بهذا الفايروس بعد الإعلان عن وفاة أحد الأشخاص الذي كان قادما في العشرين من الشهر الماضي من جمهورية مصر العربية . والجميع يعلم أنه في غياب جنبلاط عن ساحة المعارضة لا إمكانية لقيام جبهة معارضة فاعلة حتى لو رغب في ذلك الرئيس سعد الحريري أو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ... وقد يميل البعض الى تصنيف جنبلاط في موقع الإنقلاب على الحريري وجعجع والحراك الشعبي جميعا إن تم التسليم بأن مشاركة الوزيرة منال عبد الصمد في حكومة دياب يتضمن تمثيلا ضمنيا للحزب التقدمي الإشتراكي . ما يدفع هذا البعض الى المقارنة بين موقف جنبلاط الحالي وموقفه في مطلع عام ٢٠١١ حين انضم الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي خلفت آنذاك حكومة الرئيس سعد الدين الحريري . في الوقت الذي يعزو فيه المقربين من جنبلاط موقفه الحالي من حكومة دياب الى إعتبارات وطنية محض متصلة بكارثية الوضعين الإقتصادي والمالي فضلا عن الإعتبارات السياسية الأخرى التي قد تهدد الوحدة الوطنية اللبنانية على الدوام . ويسجل في هذا الصدد لعلاقة الرئيس نبيه بري بوليد جنبلاط الدور الأكبر في تلطيف موقف سيد قصر المختارة من حكومة حسان دياب .

بالإضافة الى موقف جنبلاط المشار إليه ، يلاحظ أن الرئيس الحريري يريد أن أن يأخذ وقته تريثاً في إطلاق حملاته المعارضة للحكومة الحالية وذلك بفعل الحجم الكبير للأزمة التي تعصف بالبلد ولإدراكه أن الخلل السياسي الأساس على الساحة السياسية يتمثل في هيمنة التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل على مجمل العمل الحكومي السابق والحالي . وان علاقة تيار المستقبل بالثنائي الشيعي شريك التيار الوطني الحر في السلطة ليست متشنجة على الرغم من الخلافات القائمة مع هذا الثنائي . وخصوصا مع حزب الله الذي يحمل تيار المستقبل أعباء إقليمية عامة وسعودية خاصة من جراء علاقته بطهران المشتبكة مع الرياض في ساحات المنطقة العربية والإسلامية . أما الطرف الثالث في معادلة القوى المعارضة المفترضة لحكومة دياب والممثلة بحزب القوات اللبنانية ، فإنه ما زال يغوص في غمار إنعدام الثقة بحليفيه الحريري والجنبلاطي ... الأول بعدما تلظى من مواقفه التي ترتبت على التسوية الرئاسية وشعر خلالها حزب القوات أن الحريري قد خذله خذلانا مشفوعا ب"غدر" التيار الوطني الحر الذي تحلل من موجبات إعلان معراب المعلن في كانون الثاني من عام ٢٠١٦ .

إذا ، لا معارضة فاعلة في هذه المرحلة نتيجة تباعد أطرافها المفترضين . ولا احتضان مفتوح للحراك الشعبي من قبل القوى الثلاث : تيار المستقبل ، حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي بعدما أمدت هذه القوى الثلاث ذلك الحراك بزخم كبير طوال الفترة التي سبقت تشكيل حكومة الدكتور حسان دياب .

ايمن حجازي