العدد 1374 / 21-8-2019
أيمن حجازي

قبيل عيد الأضحى المبارك انعقدت في قصر بعبدا جلسة المصارحة والمصالحة ، التي ضمت الى جانب الرؤساء عون وبري والحريري رئيس الحزبالتقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والأمير طلال ارسلان . وكان من جراء انعقاد هذه المصالحة استئناف جلسات مجلس الوزراء وتنفيس الإحتقان السياسي الذي خيم على الساحة اللبنانية منذ الثلاثين من حزيران الفائت .

وقد قيل الكثير في الأسباب التي دفعت الى قيام تلك المصالحة ، حيث أعاد البعض ذلك الأمر الى أسباب شتى منها المحلي والإقليمي والدولي . أما من حيث التداعيات التي ترتبت على تلك المصالحة فكانت متنوعة ويمكن إختصارها بالتالي :

-وقف الإنفلات في رغبة كل طرف من الأطراف بتحقيق أهدافه القصوى ، والعودة الى العقلنة النسبية والتهدئة النسبية اللتين تسودان حاليا الساحة السياسية .

-إعادة حادثة قبرشمون الى إطارها القضائي الذي قد تستمر الشكوى من عدم

نزاهته من جانب الحزب التقدمي الإشتراكي في المراحل المقبلة .

-إنكشاف مشهد المصالحة الفوتوغرافي عن رغبة رئاسية عليا بإيجاد ثنائية درزية منشودة والتخلص من الآحادية المرفوضة من قبل خصوم وليد جنبلاط ومنافسيه.

-إنكشاف مشهد المصالحة الفوتوغرافي عن وجود حماية ثنائية سياسية لزعيم الحزب التقدمي الإشتراكي من خلال موقفي الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري اللذين بددا أجواء الحصار التي سادت في لحظة سياسية من الشهر الماضي ضد جنبلاط . وهذا ما أكده الحريري من واشنطن عندما زارها في عطلة عيد الأضحى المبارك .

-تأمين إستراحة المحارب لكافة الأطراف السياسية كي تستعد لمناقشة المجلس النيابي لمضمون المادة ٩٥ من الدستور في قابل الأيام ... وذلك في حال لم يتم تسوية الموضوع وطيه أو التراجع عن طرحه في الفترة التي تفصلنا عن تلك المناقشة .

-التمهيد لإقامة رئيس الجمهورية في قصر بيت الدين لمدة أسبوعين في ظل أجواء هادئة وهذا ما منح الزعامة الجنبلاطية مزيدا من الراحة والإستراحة .

-التمهيد لتطبيع العلاقات بين الحزب التقدمي الإشتراكي , حزب الله والذي تمثل بمشاركة وفد من الحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة ظافر ناصر في الاحتفال السنوي الذي يقيمه حزب الله في ذكرى إنتصار صيف ٢٠٠٦ .

-التمهيد لتنفيذ زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن وإجتماعه الى وزير الخارجية الأميريكية في ظل حد أدنى من الهدوء السياسي المحلي .

إن هذه المصالحة - المصارحة التي توازي مهرجانات بعلبك في تاريخيها كانت محط متعة وإنشراح نفسيين إنتابا أبناء الوطن بالإضافة الى قشعريرة سعيدة غلبت على أجواء اللبنانيين وهم يشاهدون علية القوم في صورة واحدة كانت تنقصها مائدة مطعمة ببعض الفواكه اللبنانية التي ترمز الى وحدة الوطن ووحدة بنيه . لذا فلا بد منالدعوة الدائمة الى التمسك بمصالحة بعبدا في كل آن وحين ، عسى الله أن يرزقنا ببركة هذه المصالحة وتلك المصارحة انفراجا إقتصاديا موعودا ويسرا في العيش الكريم وتطورا في الوضعين الصحي والتربوي ودفعا في الموضوع الإنمائي وانحسارا متصاعدا في المشاحنات السياسية الأليمة التي تئن تحت وطأتها الساحة اللبنانية الأبية . ودعاء إضافي من القلب بدوام الود والمودة بين الساسة والقادة ، وان كان ذلك متعذرا لأسباب غيبية فلا بأس من إنخفاض منسوب توترات... ونحن بلا أدنى شك راضون بذلك .

ايمن حجازي