العدد 1530 /28-9-2022
أيمن حجازي

بسرعة مميّزة بادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى زيارة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ، والرد على بيان دار الفتوى واجتماع النواب السنة محاولا تأمين إجابات وافية على كل ما طرح في ذلك الإجتماع . وهذا مؤشر إيجابي يؤكد أن الوحدة الوطنية ما زالت محط حرص الغالبية العظمى من القوى السياسية ، خصوصا من قبل التيار العوني المتهم باستفزاز الساحة السنية والسعي الى المساس بصلاحيات الرئاسة الثالثة لمصلحة الرئاسة الأولى .

كان هناك تأكيد من قبل باسيل على التمسك بالطائف والدستور بعدما سرتزمؤخرا أقاويل عدة تتحدث بالتلاعب بالوقائع الدستورية من مثل احتمال بقاء الرئيس عون في قصر بعبدا بعد الحادي والثلاثين من تشرين أول المقبل كموعد لإنتهاء ولايته الدستورية . وغيرها من المواضيع التي يتقدمها موضوع الطعن بإمكانية الحكومة المستقيلة بسد الفراغ الرئاسي إن حصل . هذا مع الإشارة الى أهمية معالجة ما يسمى بالثغرات الدستورية واستكمال تطبيق بنود الطائف بما فيها اللامركزية الإدارية وإنشاء مجلس للشيوخ وإلغاء الطائفية السياسيةالحمدلل.

كما حرص النائب باسيل على التوافق مع دار الفتوى حول علاقة لبنان بالدول العربية التي تشكو من التدخل في شؤونها الداخلية ، والمقصود هنا الدول الخليجية وتحديدا المملكة العربية السعودية . وهذا الأمر يلامس موقف التيار الوطني الحر من حليفه حزب الله المتهم من قبل المملكة بدعم خصومها في حرب اليمن . وكان هذا الموضوع ذو طابع خلافي محتدم في عموم الساحة اللبنانية خلال الأعوام الأخيرة . أما في ما يتعلق بالإستحقاقات الدستورية ، فقد أكد باسيل على التلاقي مع دار الفتوى حول أهمية تشكيل الحكومة وحول ضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها المحدد لان " الفراغ مميت ونحن نتخوف منه " .

من دار الفتوى أراد باسيل أن يرد على البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة الأميريكية وفرنسا والسعودية والذي أكد أيضا على التمسك بالطائف وبضرورة حصول الإنتخابات الرئاسية في موعدها الرئاسي بالإضافة الى تشكيل الحكومة الموعودة . وهو رد باسيلي - عوني إيجابي يؤكد التوافق النظري على ثلاثية التمسك بالطائف وبإجراء الإنتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة بين لقاء دار الفتوى والتيار الوطني الحر والولايات المتحدة وفرنسا والسعودية . ولم يبقى لنا إلا إنتظار الإنتقال من التوافق النظري الى التوافق العملي التنفيذي في ترجماته السياسية القادمة .

... لا يطمح جبران باسيل الى استمالة الصوت السني في معركة رئاسة الجمهورية القائمة ، ولكنه حتما يريد أن يبدد الأجواء السلبية التي أحاطت بعلاقة التيار الوطني الحر مع الواقع السياسي السني في البلد . وهذا مؤشر مطمئن بشكل نسبي ، وهو يتصل بما بعد معركة الرئاسة الأولى وما قبلها ... عنيت بما قبلها موضوع تشكيل الحكومة الحالية التي ينبغي أن تكون جاهزة لسد أي شغور رئاسي مفتر ض . وهذه قضية لم تحسم بعد ونحنا ما زلنا في خضمها المحتدم .

أيمن حجازي